🔥بقلم / أحمد سعيد كرامة. ما نشاهده اليوم على الساحة الجنوبية لا يمكن توصيفه إلا أننا نعيش في حالة أللا وعي أو نعاني من مرض إنفصام في الشخصية متجاوزين ذلك الإنفصام المعروف . ليس إلى شخصيتين كالمعتاد بل أصبحنا نعيش بأكثر من شخصيتين منفصلتين عن بعضها البعض . اليوم صرنا نسمع عن إعادة إحياء فعاليات ساحة العروض بل يذهب البعض إلى وجوب نصب خيم وغيرها ، وسمعنا في المنصورة أنه سيتم إعادة مخيم الرويشان ، السؤال هذه الفعاليات موجهة ضد من ؟ . ومن المستفيد من هذا العمل ؟ . ولماذا بهذا التوقيت ؟ . أقولها بصراحة وأعود و أكرر أن التحالف العربي أتى إلى اليمن تحت مظلة قرارات الأمم المتحدة وبطلب من الرئيس الشرعي لليمن وليس بطلب من زعيم أو شخصية جنوبية أو شمالية معارضة هذا كلام تجاوزته الأحداث والأيام. ولم نقدم أي نموذج لقضيتنا وبشكل سلمي و حضاري للإقليم أو للمجتمع الدولي ليتبنوا قضيتنا بل العكس قدمنا نموذج سيئ لإستخدام السلطة بعد التحرير وعدم الإستقرار والوجه القبيح من غالبية الجنوبيين ممثلاً بالبلاطجة والنصابين والمحتالين التي لم تسلم من شرهم حتى دول التحالف العربي ، من خلال الابتزاز الرخيص والوضيع لمن قدم إلينا يد العون و ناصرنا في أحلك الظروف وأصعبها على الإطلاق . كانت دول الخليج تنظر إلينا نحن الجنوبيين اليمنيين على أساس أننا نحن المثقفين والمتعلمين و توحدنا مع الشمال المتخلف الجاهل ، ولكن الحقيقة الواقعية المؤلمة التي كُشفت للخليجيين ونحن الجنوبيين بالخصوص هو أن ذلك الجنوبي المثقف المتعلم صاحب الخلق الحميد أنقرض مع أخر جيل تربى و ترعرع في زمن بريطانيا و تتلمذ على أيادي كبار العلماء من أمثال الشيخ البيحاني و باحميش والجفري رحمة الله عليهم جميعاً وغيرهم من علماء ومعلمين ذلك الزمن الجميل . ذلك الزمن الجميل الذي كان فيه الوالد والوالدة لا يقرأون ولا يكتبون ولكنهم كانوا يربون أولادهم تربية حسنة ، وعلموا أولادهم وكانت تلك النتيجة المذهلة وهي جيل متعلم ومثقف ومخلّق . أما حالنا اليوم لا يسر عدوا قبل الصديق ، هل تعلمون أن معظم المتسربين من المدارس و الجامعات هم من أبناء النُخب في المجتمع أتعلمون لماذا ؟ لأن تلك الأُسر قد وفرت لإبنائها جميع متطلبات الرفاهية من غير حسيب أو رقيب . بصريح العبارة لماذا يدرس ويتعب ويسهر الليالي لكي يصل لماذا ؟ وقد توفرت لديه جميع متطلبات الحياة من دون تعب أو جهد يذكر ووصل إلى الهدف بمجهود والديه ، وهنا ساهم الوالدين بضياع ولدهم و ضياع جيلٍ بإكمله . لهذا نرى الطلاب الفقراء هم المتفوقين والمخلقين بسبب حرصهم الشديد للوصول إلى هدف سامي وهو تغيير نمط حياتهم ولا سبيل إلى ذلك بغير العلم والعلم فقط . عذراً على الإطالة ولكن هذا هو التوصيف الحقيقي لحالنا اليوم ، عن أي إنفصال نتحدث ؟. ومن هم قادة الإنفصال القادرين على تسيير شؤون الجنوب وليس عدن فقط . لم نرى أي رؤية أو دراسة لما بعد الإنفصال ؟ . من خلال تلك السلوكيات والممارسات التي حصلت بعد تحرير الجنوب اليمني وخصوصاً في عدن لم نرى ذلك النموذج الحضاري لبناء عدن ، بل العكس رأينا ذلك السلوك الغير أخلاقي تجاه دول التحالف ووصل الأمر إلى إغلاق مطار عدن و الاستيلاء على مرافق سيادية ونهبها ولم أسمع بحياتي أن شعب يتحرر ويجعل وطنه غنيمة مستباحة . بريطانيا علمت وشيدت ورحلت وقلنا عنها ذلك الاستعمار البغيض ، والتحالف العربي أخرجنا من فم الأفعى وعصر الاستعباد الحقيقي وأخاف أن يأتي يوم ونقول الإستعمار العربي البغيض ،. ونحن حتى يومنا هذا نعيش أسوء مراحل ضعفنا على الإطلاق ، بل لو رحل التحالف غداً سنكتسح من عفاش والحوثي خلال ٢٤ ساعة فقط وبدون طيران ولا دبابات . ومع كل هذا هناك أصوات تطالب بالانفصال والحرب لم تضع أوزارها بعد ، مسببين ذلك الإحراج لدول التحالف العربي وممارسين المراهقة السياسية ولكن بعد عمر الستين و لم تعلمهم تلك التجارب المريرة معنى السياسة و أُصولها .