ماذا يريد الحراك الجنوبي بجناحه الانفصالي، سلمت البلاد لقيادة جنوبية، وقوى شمالية تمثل الأغلبية بل ان اغلب أبناء الشمال لا مشكلة لديهم ان ينتقل مركز الثقل السلطوي الى الجنوب، الا ان قواه لا تمتلك ثقة ان تدير دفة القيادة ومازالت معزولة في أوهامها المنغلقة على خيالات تقديس الذات بلا رؤية ولا مشروع.
لا يمتلك الجنوب قوة كافية لإقامة دولة متماسكة الا ان يصبح عالة على داعم خارجي، وهذا الامر لا يمكن احتماله في ظل تشتت قواه والتزاعات العميقة التي لا يمكن تجاوزها حتى في حالة وافقت اطراف خارجية على تحمل الجنوب فوق ظهرها.، وهذا امر مستحيل الا ان كان الامر مرتبط بايران، وهي تتعامل مع كل حليف عربي كحمار لخدمتها.
الشمال ككتلة بشرية لم يعد لديها مشكلة ان يصبح الجنوب دولة مستقلة الا ان إمكانية ذلك في ظل تركيبة القوة الحالية شمالا وجنوبا وفي ظل صراع اقليمي ودولي معقد اصبح غير ممكن الا في حالة واحدة اذا أصبحت مصالح القوى الجنوبية هي الاصل والفصل وعلى الجميع عرب ويمنيين ان يتحولوا الى خدم مطيعين لانفعالات تلك المصالح الساذجة.
مصالح الجنوب كشعب ليست في مقولات المراهقات الانفصالية التي تتبناها قيادات عمياء وكتل شعبية مزور وعيها وانتهازيات دولية واقليمية متآمرة على مشروع العرب الجديد المقاوم والمواجهة لانتهاكات متلاحقة لوجوده الحضاري.
هي معركة كبرى لا يمكن للمشاريع الصغيرة ان تستوعبها حتى وهي تدعي دفاعها عن المظلومين، ان البحث عن المظلوميات في مشاريع التآمر المستهدفة لليمن والعرب تنتجها حلقات خبيثة مرتبطة بمشاريع الآخرين عبر قيادات وظيفية، لا تخدم الا مصالح اعدائنا لا مصالح الشعوب!!!
نجيب غلاب