=ء===================
بقلم: عبدالرب السلامي
في الجنوب شباب رائع في ربيع العمر، سلكوا مهنة المتاعب، وحملوا أمانة الكلمة، وتسلحوا بأقلام الحرية، وفي داخلهم روحا وطنية متأججة، فكانوا مشاعل الثورة، ولسان المقاومة الناطق، وروحها المعنوية الدافقة..
لكن عند المحطات السياسية المهمة يظهر لنا مدى تخبط وارتباك معظم هؤلاء الاعلاميين الشباب.. والسبب في نظري يعود الى أنهم يتحركون بجهد فردي بدون قيادة سياسية راشدة وبدون جماعة فكرية حاضنة، في ظل بيئة ضيقة ومضطربة، فيصبح جهدهم الإعلامي محصورا في مربع مواكبة المشاعر، وغير قادر على الانتقال إلى مربع صناعة الرأي.
ففي ظل غياب الرؤية السياسية الكلية يظل أي عمل إعلامي عرضة للاستهلاك في جزئيات غير متناسقة.. وفي حال غياب الحاضنة السياسية تصبح فردية الصحفي الناشئ مدعاة للتخبط ثم السقوط في نهاية المطاف ضحية في شباك المطابخ المأجورة.. "والذئب إنما يأكل من الغنم القاصية".
المراقب من بعيد للأداء اليومي لكثير من شبابنا الاعلاميين يجد بوضوح أنهم قد وقعوا فيما يقع فيه رجل الشارع العادي متأثرين وغير مؤثرين، وأسرى مكبلين بضغط الواقع الموهوم الذي يحجزهم عن قراءة المشهد الكلي من خارج الصندوق.
ولهذا لم يستطع الخطاب الإعلامي الجنوبي الى الان صناعة رأي سياسي عام منسجم مع الرؤية الكلية للصراع الجاري في المنطقة والعالم بأبعاده الحضارية وانعكاساته المحلية.
بل الذي حصل هو العكس أن معظم إعلاميينا الشباب تأثروا بالرأي العام الموجه بدلا من أن يؤثروا فيه، واستهلكوا طاقتهم العقلية الشابة في جزئيات محلية أفقدتهم النظرة الكلية للأحداث والأبعاد الاستراتيجية للصراع بشقيه الكوني والشرعي!
إنهم بذور طيبة في بيئة سياسية خربة!، إنهم بحاجة إلى قيادة راعية، وجماعة حاضنة، ومشروع سياسي يتجاوز الجدران الداخلية للصندوق وزواياه المعتمة!
23 فبراير 2016م
عبدالرب صالح السلامي