لم يأل إعلام الانقلابيين منذ الوهلة الأولى لتحرير مدينة عدن، أي جهد لتشويه الصمود الأسطوري و الملحمة المثلى والتي سطرها كل أبناء مدينة عدن و عموم مدن الجنوب لتجترح ماثرة قل نظيرها في العصر الحديث وعلى كل المستويات، ومحاولات التشويه آنفة الذكر نابعة من خوف مليشيا صالح والحوثيين من اقتداء بقية المحافظات ببطولة الحالمة عدن فدأب عبر أبواقه يبث الشائعات و الاراجيف و يضخم بعض اللمم، ليرسل من خلال تلك الصورة المزيفة رسائل زيف وتضليل، وخطف اللحظة التاريخية البطولية التي كانت عدن هي عمودها وذروة سنامها بكل جدارة.
و إيمانا مني بأن البطولات الكبرى تدخل طي النسيان متى تأخر صانعوها و معاصروها في توثيقها فتحرم أجيال من التعرف على تاريخ تلكم المآثر، و تضعها موضع الموجه و ضميرها المعبر عن ذات ثورة لمدينتي التي تأبت على الترويض كفرس جموح، و رفضت القبول بأمر واقع او الانحناء للعاصفة، فكانت هي الممهد لعاصفة حزمت امرها، وعلم الله صدق تلك القلوب فأيدها بجند من السماء و البحر والبر،
لذا سنكون على موعد أسبوعي لسرد يوميات عاصفة الحزم، ابتداء من كسر الرئيس عبدربه منصور هادي للإقامة الجبرية في صنعاء، وتمرد قائد القوات الخاصة المتمرد عبدالحافظ السقاف، مرورا بفكاك اللواء محمود الصبيحي من الاقامة الجبرية و وقوعه مجددا في الاسر، و تقاطر سفراء دول الخليج و الدول العظمى الى عدن لاعلانهم دعم الشرعية الدستورية، ووضع جبهات المقاومة المنتشرة على كل أزقة و أحياء مدينة عدن، وتشكل النواة الأولى لها، ونسلط الضوء على جرائم مليشيا الانقلاب بحق المدنيين العزل والنساء والأطفال،
و نوثق للتاريخ دور الأشقاء في دول الخليج وبدء التدخل البري و اسناد الجبهات وإمدادها بالسلاح، سنتكلم عن التضامن المنقطع النظير التي بين كافة شرائح المجتمع وأطيافه و مدى الارتقاء عند مستوى التحدي، سنبرز ليالي النزوح وصمود العظماء في المناطق التي دخلتها المليشيا و تلك التي وقفت صدأ منيعا أمامها ويدا حانية لشقيقاتها، سنبرز ليالي بير فضل و رأس عمران و جولة حجيف و جعولة والبساتين وجولة الكراع والمطار، و المعاشيق، والبطولات التي كتبت بالدم الاحمر القاني، سنفرد مساحات عن بطولات الشهيد باشميلة وزكريا باحكيم و أحمد الدجح و خالد غرامة والعميد علي ناصر هادي وغيرهم وغيرهم كثير لا يتسع المقال لذكرهم.
وصولا إلى ملحمة التحرير والتطهير على أيدي فرسان نذروا مهجهم في سبيل دينهم ووطنهم فكنا وكانوا على الموعد في صباح السابع والعشرين من شهر الانتصارات رمضان المبارك، ليكللوا تلك المآثر بكسر شوكة المليشيات على صخور جبال صيرة و شمسان و تأييد ونصر من الله ودعم سخي من الأشقاء في دول الخليج و العرب، وسنحرص في السرديات على المعلومة الموثقة من منظور كاتب عاصر تلك الأحداث بنفسه وشهادات لشهود عيان حتى تضخ الروح في ثنايا السطور فإذا الحياة تعود لها من جديد.
ونسأله العون والسداد.
#خالد الشودري