تم استهداف المقاومة الوطنية الجنوبية بشكل ممنهج من جناح التيار الانفصالي المتطرف، بعد تحرير عدن، ومحاصرتها وإضعافها واعادة تخليق صراع في بنيته مما حولها الى تكتلات متنوعة بلا ضبط.
قبل الانقلاب كان هذا التيار على علاقة قوية مع الحوثية، ومرتبط بعلاقات قوية في أوساط أجنحتها المدنية وكانوا يعملون كنسق متكامل، وكانت الحوثية اكثر اطمئنا لهذا التيار ونسجت معه اتفاقيات ظهرت خيوطها لمراقبين، وكانت بيروت وطهران وصعدة نقطة اللقاءات المتنوعة سياسية وعسكرية.
لم يكن التحالف العربي وعاصفة الحزم الى القوة الصارمة التي فككت هذا التحالف الذي كاد ان يصبح عضويا، كانت المقاومة في عدن تقاتل باستماتة وكان الحوثي يريد ان يسلم الجنوب لهذا التيار وأعلن ذلك وبعده صرح حسن نصر الله ان الجنوب سلم للحراك الجنوبي.
قاد الحراك الانفصالي المتطرف معركة ضد ترتيبات الشرعية لتأمين عدن وساعدته بعض الأطراف وتم اخراج المحافظ البكري، وشنت حملة ضد قوى المقاومة الاسلامية والشعبية الغير متوافقة مع اطروحات الحراك الانفصالي المتطرف، لانها ارتبطت بالاهداف الاساسية التي تحكم الشرعية وتم التعامل مع هذه الأطراف بأنها خانة مخططات فك الارتباط وانه عملية للشمال.
تم تعيين محافظ بديل عقلاني ومرن ومتزن وملتزم بحكم خبرته ونضجة وكان من اكثر المساندين للرئيس هادي ورؤيته التي حددتها مخرجات الحوار، وتم اغتياله بعملية غامضة.
يتماهى الحراك الانفصالي مع التحالف العربي باعتباره الخيار الوحيد بعد ان تغيرات موازين القوى الداخلية وفرض العرب إرادتهم بالقوة في المسألة اليمنية، الا ان تشكيلات الحراك الانفصالي المتطرف المعلنة والسرية تدير حربها باتجاهين ضد القوى الوطنية الجنوبية الملتزمة قولا وعملا بالشرعية اليمنية والتعبئة ضد الشمال ولا فرق انقلاب وشرعية .
الحراك الانفصال المتطرف ليس مهموما بتحرير اليمن الانقلاب الحوثي بل ان استمراره وانتصاره شمالا يمثل لهم خيار مهم لتحقيق رؤيتهم في فك الارتباط وبالمثل فالانقلاب الذي اصبح ساقطا يحلم بالانفصال باعتباره الورقة التي ستمكنه من التجذر شمالا ولم يعدِّ يرأى عدن الى قوة مستمرة باتجاه تحرير صنعاء طالما ظلت الشرعية قوية وراسخة فيها.
مازالت هذه الأطراف المتطرفة تدير حربها ضد الشرعية وبشكل واضح لكل مراقب ولا تريد لعدن ان تستقر فاستمرار الفوضى فيها يمثل مناهضة لفكرة الوحدة وطريقا للانفصال ونموذجا مهما يساعد الحوثية على فرض وجودها.
شكل العسكر والقبائل في اعالي اليمن عقدة وتم ادارة معركة متعددة الاوجه وكانت الحوثي هي الذراع الاكيةر أهمية في هذا الصراع، وانتهينا بانقلاب كامل على جمهورية الشعب لصالح الثَّوْرَة المضادة لسبتمبر المجيد ولاكتوبر وللوحدة الوطنية، ومازالت الحرب تدوير ضدهم رغم المتغيرات الجذرية ويرون ان سيطرة الحوثية اهم فوجهها الطائفي الفاقع وارتباطاتها الإيرانية سيجعل هذا الجغرافيا عدو دائم للعرب وبالتالي الرهان على الانفصال كخيار.
وهذه النظرة الانانية الساذجة والقاصرة مبنية على طموحات وهمية، ولا تدرك طبيعة المعركة في اليمن بابعادها العربية، ولان بعض اطراف الحراك الانفصالي المتطرف يدرك طبيعة المعركة فإنه مازال مستمر في ادارة معركته من اجل اهدافه ويستعد لترتيب نفسها وإدارة دورات صراع في المرحلة القادمة وهذا سيدخل الجنوب في حالة من الفوضى والفراغ وهذا ما تريده ايران وأطراف الانقلاب في صنعاء.
التيارات الجنوبية العقلانية بحاجة الى تنظيم نفسها وبناء قوتها لحماية الجنوبي من مراهقات الكراهية ومن مخططاتهم ومن الاختراقات التي تديرها قوى مختلفة بالجنوب ليس ايران الا احدها اما اخطرها فهي التشكيلات التي تعمل لصالح الانقلاب وهي الاكثر تطرفا لتغطية وظيفتها الفعلية.
ومازالت الخلايا الحوثية جنوبا والتابعة للجناح المتطرف في فك لارتباط تدير حرب منظمة ضد خصوم الحوثيين وبالذات صقور الشرعية رسميين وغير رسميين ولا فرق عندهم بين شمالي وجنوبي وبتوجيهات.