حقائق عن الوضع الداخلي لمليشيا الحوثي

2016/03/09 الساعة 11:31 مساءً

 

عباس الضالعي

 

الوضع الداخلي الذي تعيشه مليشيا الحوثي كارثي جدا على مختلف الجوانب وهذا ما دفع بالمليشيا عن البحث لايجاد مخرج لها ينقذها من التفكك الذاتي الذي اصبح يقترب منها ليكتب نهايتها قبل وصول قوات الشرعية للسيطرة عليها عسكريا ..

ابلغني احد المسؤلين السابقين ( اتحفظ على نشر اسمه بناء على طلبه ) بمضمون لقاء جمعه مع احد قادة الحوثي المكلف بإدارة ملف الحوار واللقاءات السياسية مع الأطراف الخارجية ، التقاه بأحدى العواصم الخليجية اثناء توقف رحلته هناك " ترانزيت " وجلس معه وقت تجاوز الساعتين من الوقت ..

القيادي الحوثي افصح عن معلومات تتعلق بالوضع الداخلي الذي تمر به المليشيا وعن علاقتهم بالمخلوع علي صالح والمأزق الذي وصلت اليه المليشيا والخيارات الضيقة التي وصلوا اليها ومعلومات عن تحركاتهم السياسية واللقاءات التي تمت مع الأطراف الخارجية ... انقل لكم ما ذكره المسؤل الحكومي من خلال اللقاء الذي جمعه مع القيادي الحوثي بعض الكلام معروف من سابق وبعضه يعتبر اعتراف جديد  ..

افصح القيادي الحوثي عن علاقة جماعة الحوثي بالرئيس السابق علي صالح وقال ان علي صالح لم يعد بالنسبة لهم رقم صعب وانه اصبح ضعيف ولايملك شيء وانه لايستطيع ان يحمي نفسه  وان علاقاته الداخلية استنفدت وانه اصبح يدور حول نفسه ومعه عدد محدود من قيادات حزب المؤتمر وبعض المشائخ ، واكد القيادي الحوثي ان الجماعة ( مليشيا الحوثي ) اتخذت قرار بالتخلي عن علي صالح نهائيا( وان التنسيق الميداني في بعض الجوانب أصبح لايستطيع صالح التحكم بها )  وحسب قوله ان هذا القرار جاء نتيجة لتحركات علي صالح الانفرادية والتي الحقت اضرار بموقف الجماعة سواء على المستوى الميداني او على المستوى السياسي ، وأضاف القيادي الحوثي ان جماعته رصدت تحركات علي صالح الداخلية ووجدت انها عبارة عن طعن بالظهر وخيانة ومؤامرة ، وقال ان موقف الجماعة من علي صالح ظهر للناس من خلال الإعلان عن إقامة احتفالية بمناسبة ذكرى ثورة فبراير وكان قرار الاحتفال عبارة عن رسالة واضحة لعلي صالح وحزبه وللناس ولانصار الحوثي .. ( هناك تقرير امريكي عن ضعف صالح والحوثي  نشر مؤخرا ) ..

اعترف القيادي الحوثي بأن جماعته تمر بمأزق كبير وان الخلافات داخل القيادة العليا للجماعة أصبحت مخيفة وتتوسع كل يوم الى مستوى عدم قدرة عبدالملك الحوثي السيطرة عليها وان القيادات الميدانية في المحافظات والمديريات والميدان أصبحت تتصرف من ذات نفسها وان كثير من القيادات اصبح يعمل خارج اطار الجماعة مستغلين ارتباطهم السابق بالجماعة ..

اعترف أيضا بأن الجماعة ليس لديها رؤية شاملة حول الاحداث وليس لديها رؤية عن إدارة المؤسسات وان الجماعة تتحرك في اطار اللامشروعية السياسية والدستورية والشعبية وانها لم تستطيع تنفيذ وتطبيق بنود الإعلان الدستوري الذي أعلنت عنه كإطار بديلا عن الدستور وقال ان الجماعة تلقت وعود من اطراف خارجية عربية وإقليمية ودولية بالاعتراف بالإعلان الدستوري والاعتراف بهم كحاكم لليمن لكنهم فوجئوا بالتخلي عنهم وعدم دعم الجماعة والاعتراف بها بما في ذلك ايران التي كان لها دور بالإعلان الدستوري ..

قال القيادي الحوثي انه التقى بوفود من دول التحالف لقاءات منفردة بدون المؤتمر الشعبي العام وانهم التقوا اكثر من مرة بوفد سعودي يضم عدد من ضباط المخابرات الى جانب سياسيين سعوديين وتم هذا بموجب التنسيق الذي قامت به سلطنة عمان ودولة الامارات وان وفد جماعة الحوثي اعرض عليهم في اللقاءات الأخيرة الاستسلام والاعتراف بالشرعية وسحب الأسلحة وانهم مستعدين لتوقيع أي اتفاق مع السعودية الا ان الجانب السعودي رفض أي توقيع اتفاق مع المليشيا ..

اعترف القيادي الحوثي بالمصير المحتوم للجماعة بقوله ( الاستسلام صعب وان الجماعة لن تتناول عن خيار الحرب حتى اخر رمق وان قيادة الجماعة تؤمن بأن الهزيمة قادمة لا محالة " هنا ندرك حجم المحمارة "  نظرا لضيق الخيارات امامهم ونفاذ إمكانيات الجماعة البشرية والمالية والعسكرية وتخلي الداعمين من الخارج لهم وتفكك الجبهة الداخلية لهم  ) ..

قال أيضا ان الجماعة تراهن على أي مرحلة من المراحل بعد الهزيمة وسيأتي اليوم الذي تقف على اقدامها من جديد ، المراهنة هنا كما ألمح لها القيادي الحوثي هي قيادة جديدة للسعودية وخلافات بين دول التحالف وحاجة الامريكان وبعض الدول الاوربية للجماعة ، والخلافات بين القوى المحلية وهي التي قال عنها انهم سيراهنون عليها ..

اعترف أيضا ان جماعته تعرضت لضربة موجعة بسبب تخلي ايران عنها وهي التي دفعت بهم الى الدخول الى صنعاء والسيطرة عليها واعترف ان الجماعة كان هدفها هو السيطرة على عمران للضغط على الرئاسة والأحزاب بأن يقبلوا بأن تكون صعدة وعمران وميناء ميدي تحت حكم ذاتي لجماعة الحوثي ولم يكون في بالهم السيطرة على صنعاء او غيرها لكنهم تفاجئوا بعد سيطرتهم على عمران بأن اطراف إقليمية ودولية طلبت منهم لمواصلة السير والسيطرة على العاصمة وقال القيادي الحوثي انهم تلقوا ضوء اخضر حتى من بعض دول ومن اطراف دولية وانه في احد الاجتماعات التي تمت بصنعاء مع سفراء قالوا لهم بالحرف الواحد انتم قوة ومن حقكم الحكم ولن نعترض على الطريقة التي توصلكم للحكم ، وقال ان قيادات الدولة قبل سيطرتنا على صنعاء كانوا متوافقين معنا وكانوا داعمين لنا لكننا تفاجئنا بتغير بعض المواقف بعد دخول الجماعة صنعاء وتوترت العلاقة بيننا وبينهم وان علي صالح هو الذي كلف لهم فريق سياسي وقانوني لتوجيه الجماعة من وراء الستار لكن هذا الفريق للأسف كان يعمل على تنفيذ توجيهات علي صالح والدفع بالجماعة بالقيام بالانتقام من خصومه وتأديبهم وخاصة علي محسن الأحمر واولاد الشيخ الأحمر وحزب الإصلاح ..

قال كنا متفقين مع اطراف داخلية سواء في الأحزاب او الرئاسة على برامج متفق عليها وقد نفذنا سويا الحملات ضد حكومة باسندوه وان الجماعة هي التي كانت تجهز الجماهير للخروج بمسيرات في الشوارع واتفقنا على مواقف داخل مؤتمر الحوار وكنا متفقين حتى سيطرنا على عمران ويوم دخولنا صنعاء وان القائمة التي قدمها مستشار الرئيس صالح الصماد لعبدربه منصور لاصدار قرارات تعيين كان متفق عليها وتم اختيار الأسماء بمعرفة مدير مكتبه وبمعرفة المبعوث الاممي الذي كان على علم بكل تحركاتنا وان القائمة سلمت لعبدالرحيم صابر ورد علينا بقوله ممتاز جدا ..

اعترف القيادي الحوثي ان الحرب مع #السعودية كان بتشجيع من علي صالح الذي وافق على ان تكون قوات الحرس الجمهوري ومخازن الأسلحة تحت تصرف الجماعة وكان هناك اتفاق شامل حدد صلاحية كل طرف وكان هناك ضباط برتب عليا هي التي تشرف على التنسيق ، وقال اننا فوجئنا بعاصفة الحزم وفوجئنا بمواقف بعض الدول الموجودة ضمن التحالف وفي الأيام الأولى للعاصفة اجتمعت قيادات من الجماعة بقيادات من حزب المؤتمر مكلفة من علي صالح من اجل اتخاذ موقف موحد وقرار يتعلق بعاصفة الحزم وخلصت الاجتماعات الى نتيجة ان نستمر بالمواجهة وان التحالف سيفشل من الداخل وان هناك دول تعمل على فصل الجنوب وهذا سيكون من صالحنا وهذه المعلومات كلها كانت تأتي من صالح ..

اعترف القيادي الحوثي ان صالح و#ايران وعدوا الجماعة بالتدخل #الروسي وفك الحصار عن اليمن وظلت هذه الوعود أمال ننتظرها لكنها تبخرت مع الأيام حتى ايران تخلت عن الجماعة ولم توفي بأي التزامات وعدت بها سواء مالية او عسكرية او سياسية .. وقال ان الجماعة ليس امامها الا التعامل مع الواقع وقد قدمنا ذلك بورقة مكتوبة للسعوديين الذين التقيناهم في سلطنة عمان وننتظر رد السعودية عليها .. المسؤل قال ماقدمه الحوثيين للسعودية هو الاستسلام وتأكيدهم على التخلي عن صالح ..