تبدأ حصة التعبير بحسب المناسبة وهذا شيء مش بطال، ناس يهنئون أمهاتهم، وناس يبكون فقدهن والأمر لله، وناس لسى متذكرين أمهاتهم في هذه المناسبة، وناس زعلانين من تقصير ناس آخرين، مش حنخلص من حصة التعبير، ولن نخرج بفائدة من أحد، ماذا يستفيد المجتمع من كل هذا؟
مع أن المناسبة فردية، لكنها أصبحت يوما عالميا، ولذا المجتمع لابد أن يحقق تقدما ولو بنسبة 1%، من استشهدوا أولادها في الحرب أو أحدهم، وصارت تفتقدهم، هناك غيرهم من أبناء المجتمع تستطيع أن تكون أمهم، تستطيع أن تكون أما لأولاد الشهداء وأولاد الشهيدات.
الأمهات الصالحات في القرية كما عرفناهن نحن أبناء القرويات، كن أمهات لنا جميعا، لهن حق الطاعة والتقدير والاحترام والخدمة.
منذ صغري كنت من هواة المدينة، وكنت أرى كم قد أنا كبير واستحي من أمهاتي في القرية، مرة مشيت من أمام بيتها ولم أسلم عليها "عزب مستحي" خاطبتني بلسان قروي مبين"، والله وكبرت يا ابن فن ومعا تسلمش ولا عادني أمك" فبهت الذي "تعيزب"، عدت خطوات إلى الوراء وسلمت وبدأت أكذب وأبرر، لم أنتبه ولم مدري ايش ، أخذت نصيبي من التأنيب، وليتني اتعظت، كررتها ولم أسلم على أخرى فقالت:" يا ساتر منك وكأنني عدوتك" وأعدت الكرة كاذبا محتذلقا كالعادة.
وفعلتها في قرية أخرى، فسمعت من أمي تلك:" أين أنت من أبوك، كان يمشي ضاحكا مبتسما لكل من لاقاه؟" ولم تزل تلك الحروز أوسمة على صدري إلى أن سلكت الطريق القويم.
من فقد أمه فلم يفقد أمهاته في المجتمع، فليكن بارا بهن، لديه أيضا بناته ليربيهن، ليكن مستقبلا أمهات للمجتمع كأمه وغيرها.
أنت عضوا في مجتمع ولست وحدك، كن أبا لأبنائك وأبناء المجتمع، هي النصيحة أهم من النفقة، والقدوة الحسنة أفضل من الصرفة والكسوة، وإن استطعت أن تفعل الكل فافعل، وذلك الخير من أوسع أبوابه.
أنتِ عاقر أو مطلقة وأبنائك مع معيلهم، تستطيعي أن تكوني أما للجميع فأبناء المجتمع أبنائك، إلا إذا كانت بيتكم على طلعة، فلك العون من الله.
" تحابوا" وهذه هي أجمل هدية في عيد الأم وكل الأيام، فالحب هدية الله للكون.
وكل عام وأمهاتنا جميعا بألف خير، وأمنا اليمن بألف خير .. و"محبات كثيرات للجميع".