ماذا يقول القضاة عن اللصوص في مجلس القضاء المختطف.. ؟

2016/04/02 الساعة 04:52 مساءً
 
عباس الضالعي
 
يصاب الانسان العادي بالدهشة والذهول من جراء ما يسمعه من قصص وحكايات عن تصرفات وأفعال المسؤولين عن هرم السلطة القضائية وقيادتها بتنفيذ العديد من الأعمال الإدارية الهادفة الي تقويض نشاط بعض الهيئات القضائية الأخرى ، وسحب البساط من تحت اقدامها ، بل وتفريغها من محتواها ،  فالملاحظ علي أعضاء هذا المجلس عدم الخبرة والمعرفة في ادارة السلطة القضائية ، يعملون وفق خطة  سلمت لهم من جهات خارج السلطة القضائية تهدف الي هدم البنيان القضائي  وتمزيق عناصر القوة فيه بل واظهار جوانب الضعف والهوان مما يجعله عاجزا عن تحقيق العدل بين المواطنين  و احتكاره عليهم وحرمان بقية أبنا الشعب ...
الدفع الجديدة التي تم ألحاقها بالمعهد بمعرفة الجنداري  دليل علي ما أشرنا اليه  ، الأعضاء الموجدين هم  عبارة عن أدوات بيد المحركين الفعليين للملف القضائي (عقبات والجنداري والشرعي ومرغم ) ينفذون ما يؤمرون به ، لا يملكون سلطة الاعتراض أو الرفض ، لم يسبق لهم ممارسة أعمال قيادية بهذه الدرجة من المستوي والمسؤولية ، فتولي رئاسة محكمه أو رئاسة شعبة في محكمة استئناف لا يعني التدرج في المواقع القيادية فهناك  فرق كبير بين عمل القاضي في منصة القضاء وعمل القاضي في الادارة القضائية ، فقد ثبت فشل العديد منهم عندما أسندت لهم مهام من هذا النوع  ..
نعود للقول بأن أعضاء هذا المجلس المفروضين مؤخرا من الملشيا الانقلابية لم يعملوا علي رفع معاناة المواطنين من تأخر الفصل بقضاياهم وعدم تنفيذ الأحكام المتأخرة رغم تنظير الجنداري وكتابته التي أدوش  بها العاملين بالقضاء ، فقد تبخرت وتحولت الي فقاعات وان اهتمامهم ينصب علي المال دون الأداء المهني  ، مشهورين لدي الوسط القضائي بالرشوة و عدم النزاهة وحب المال ، العديد منهم احيلوا الي التقاعد بسبب سلوكهم المقزز والكذب علي المواطنين والتلاعب بقضاياهم ، بل واخفائها ، والمعلوم  واضح للجميع ، هؤلاء يمارسوا اللصوصية علنا دون خوف أو حياء  بما يؤدي الي التفريط بمكتسبات  القضاة وحقوقهم ...
 اليوم يسعون جاهدين الى اخذ المقاسات لتفصيل بنود ميزانية القضاء ، بإعادة التوزيع لتلك الميزانية ليس بحسب الأنشطة التي تقوم بها هذه  الهيئات القضائية التابعة لهذا المجلس المختطف ، بل حسب الرغبات والأهواء الشخصية ، الجنداري يريد أن تكون له ميزانيه عالية توازي ميزانية الهيئات الأخرى ، يريد ان يكون لديه اعتمادات تمكنه من الأنفاق علي الحشد الهائل من المرافقين والحراس والاقارب والأصدقاء  ، بالمقابل الشرعي يريد أعادة اعمار منزله المتضرر  من جراء الحرب ، هذا المجلس  يجعل من نفسه وصيا علي الهيئات القضائية ،  يتدخل بكل أعمالها وشؤنها ، وبالتالي فإن استمرار عملهم بتلويث رأس السلطة القضائية سيجعل بقية العاملين بالقضاء عرضة للعدوي والمرض ، فلن تقتصر سموم اللصوص علي الرأس بل ستنتشر علي الجميع دون تميز ..
 في ظل سكوت القضاة وتغاضيهم   ، مستفيدين من الحرب  بالبلاد وتوقف العمل بالعدد الكبير من المحاكم في مختلف المحافظات  ، وامام هذه التقيحات والروائح النتنة التي تنبعث من سلوك لصوص المجلس يتطلب الأمر تطهير هذا المكان والحفاظ علي نظافته وعدم وصول مثل هذه القذارات لمنع تسرب ملوثاتهم الي الجسد القضائي   .
   يسابقوا الزمن مستفيدين من الأوضاع السائدة التي تخدمهم قبل فواتها بنهب ما يستطيعوا نهبه بتلك الاعمال الصادرة عنهم ، بتحويل المحاكم والنيابات الي مؤسسات قمعيه تبث الرعب وتنشر الخوف وتصادر الحقوق والحريات  ، وتحويلها الي اقطاعيات لصالح الجنداري والشرعي ومرغم ، بوضع الموالين لهم فيها ممن يسلموا لهم العائد شهريا ،   وتسخير نفقات تشغيلها اليهم  ..
السؤل الذي يطرح نفسه أين دور المحكمة العليا؟ والجواب على ذلك ،  ليس للمحكمة العليا  أي دور ، رئيسها القاضي عصام السماوي بالطبع مشغول بالحفاظ علي الكرسي والعوائد المادية المرتبطة بالوظيفة ،  لا يهمه قدسية القضاء ، ولا عبث الملشيا بميزانيته ، ولا يهمه انعكاس عمل أعضاء المجلس علي الوضع بالميدان ، وغير حريص علي تفعيل دور المحكمة العليا باعتبارها أعلي هيئه قضائية بالبلاد تملك من الصلاحيات ما يمكنها من أيقاف عبث هذه المليشيا الانقلابية ويجعلها رقم صعب يستحيل تجاوزها ، لكن انخراط رئيس هذه المحكمة مع تلك العصابة واضح مما جعله يرضخ امامها   و المؤشرات الدالة على ذلك كثيرة ،  بحضوره اجتماعات تلك الجماعة وموافقته علي قراراتهم الباطلة ، وعدم اعتراضه عليها ، ومع هذا فإن  معركة  القضاة القادمة مع  اللصوص الجدد في مجلس القضاء لم تبدأ بعد  و ذلك بالعمل على  أيقاف لعاب ألسنتهم ، بل  وعدم السماح لهم بالتعدي علي حقوق الآخرين ، رغم عدم مشروعية عملهم ، فهم  يمارسوا نشاطهم علي عدد محدود  من المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بينما الجزء الأكبر بعيد عن سيطرتهم ، وما حدث هذه الايام في جامعة صنعاء شاهد علي بداية التحول بالامتناع عن تنفيذ قرارات  الحوثيين وعصيانها وتصعيد الاحتجاجات ضدها والتحرر من عقدة الخوف…
 أيها القضاة الأحرار لا تستسلموا لهذه المليشيا وقفوا صفا واحد في مواجهتها مهما كلفكم الأمر فبعد الليل يأتي الصباح وتشرق شمس الحرية التي  تمد الناس  بالحياة .