ما إن لاحت ملامح بداية فشل المشروع الانقلابي (الحوثي العفاش) حتى عاد كتبة وموظفو أمراء الحروب إلى سن حراب أقلامهم وقذف حمم غيظهم على الثورة الجنوبية وممثليها وقادتها وجمهورها، ولا غرابة في ذلك فحالة العداء للجنوب هي ديدن هؤلاء والهاجس الرئيسي لهم وهو ليس عداء غريزيا أو لعنة سماوية بل إنه امتداد لحالة الحرب التي دشنت يوم 27 أبريل 1994م ولم تتوقف حتى اليوم وإن تنوعت أدواتها واختلفت أساليبها تبعا لظروف كل مرحلة.
عندما أسقطت محافظة الضالع وأبناؤها الأبطال المشروع التحالفي العفاشي الحوثي الإيراني وتحررت المحافظة كأول محافظة تكسر شوكة هذا التحالف اللعين قالوا أن قادة المقاومة عملاء لإيران، وبغباء منقطع النظير واصلوا هذا النهج الذي لا يصدقه حتى الأطفال باتهام محافظ محافظة عدن اللواء عيدروس الزبيدي بالعمالة لإيران وهو الذي تحت قيادته ذاق أنصار المشروع الإيراني أمر الكؤوس.
واليوم ما يزال هؤلاء المهووسون يروجون بضاعتهم الكاسدة بالتخويف من المشروع الإيران في الجنوب من خلال نشر فوبيا الدولة الجنوبية التي ستكون "ذراعا لإيران" (حسب زعمهم) وهم يعلمون جيدا أن أحدا من قادة الجنوب ومقاوميها لم يذهب إلى مران لعقد الاتفاقات مع رأس حربة إيران في اليمن، كما لم تعقد محافظة واحدة ولا مديرية واحدة اتفاق تعايش مع ممثلي إيران كما جرى في الكثير من المناطق التي يسيطر عليها أمراء الحروب.
من الواضح أن أبوابا واسعة تتفتح أمام هؤلاء الأمراء الذين يستثمرون في الحروب والسياسة وتجارة الممنوعات ونهب الأراضي وبناء المؤسسات الاحتكارية من مرتبات الجنود وخيرات الشعب وثرواته، وبهذا لا نستغرب أن يطلق موظفوهم وكتبتهم العنان لهواجسهم المريضة في تحريض التحالف العربي ضد الجنوب وهم يعلمون أن الجنوب هو أول من انتصر للتحالف العربي حينما كانوا هم يقبضون من التحالف ويعملون لصالح الانقلابيين.
من المؤكد أن الدولة الجنوبية القادمة ستعترضها الكثير من الصعاب والتحديات والعوائق والمطبات الطبيعية والمصطنعة، لكن تهمة العمالة لإيران ليست سوى فقاعة عابرة ستتلاشى عند أول ملامسة لها لهواء الحقيقة النقي وتيارها الجارف لكل الأضاليل والتزييفات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* رئيس مركز شمسان للدراسات والإعلام.