في المنصورة ,حي ريمي و يوم الجمعة يوم البركة والخير والجميع يدعون الله الرحمة في المساجد , ويتلون القران , والنساء وأطفالهن في البيوت , بلد مسلم ومدينة مسلمة , لا يوجد فيها يهودي ولا نصراني ولا أمريكي , وفجاه دوى انفجار هائل , هز أركان المساكن وتحركت الأرض من تحتنا , تذكرت الأم ابنها والمرأة زوجها وهما في المسجد ,تهيئ لهما أن الانفجار أصابهم, صرخت الأم بحرقة يا ولدي وفتحت الباب لترى الشارع خالي همت للخروج امسكوا بها بناتها , هدئي من روعك سنعرف نتيجة الانفجار لا تستبقي الحدث , خير الله أما اجعله خير , ردت أي خير وهولا موجودون بيننا يعكرون صفوتنا يفخخون حياتنا , وفي المسجد كان الخطيب يلقي خطبته ,وحدثت الفاجعة أفزعت المصليين , كانوا قد تصادموا ببعض , استمر الخطيب في خطبته , كان شيئا لم يحدث , توقعت أن يتطرق للإرهاب , أن يعبر عن ما يخلفه من ماسي وأثار , أن يدعوا للتراحم والرحمة للعباد وعدن المدينة المكلومة , ان يدعوا الله لهداية الضلاليين للطريق السديد , أن ينير العقول ويطهر النفوس الخبيثة من الأفكار الضلالية الفاسدة والغلو , ويكفي أن قال أنهم في ضلال و كيف تطيب النفس السوية بإراقة دم الأبرياء في الشارع العام , ورعب الأسر الآمنة في مساكنها , وفزع الأطفال والمرضى والشيوخ , ما هي الرسالة التي يراد توجيهها من هكذا عمل إرهابي ؟ غير إرهاب الناس في مأمنهم ,تعكير صفوتهم وتحليل دمائهم , لا شيء أخطر من العبث بعقول الناس، والسعي الحثيث من أجل الإخلال بها لإبعادها عن الفطرة السوية للإنسان – الإنسان الذي خلقه الله ليكون خليفة في الأرض لعمارتها وزرع الخير والجمال والقيم الإنسانية والنبل لا لتحويلها إلى وسيلة قتل وتخريب وإفساد وحياة رعب . ما دامت القضية تتعلق بالعقيدة , ودولة الخلافة الإسلامية والشريعة , فمن هم أكثر تأهيلا لتوضيح الحقيقة , وفضح ضلالهم غير منابر المساجد ,فالإرهاب فكرا ضال ولا يمكن محاربته امنيا فقط , بل يحتاج لمواجهة فكرية , لكشف جذوره ومسبباته ثم علاجه ، إن أفضل من يحارب جذور الإرهاب هم المفكرون والمثقفون والمعلمون والمعلمات والفقهاء وأمة المساجد ، وهذا يتطلب أن يكون هولا مؤمنون بخطره على المجتمع ووحدته، كما أن علينا أن ننقح المناهج من كل ما قد يستخدم ضد الآخر إقصاء أو تكفيراً وخاصة سوء تفسير والولاء فقد يستغل من خلال المنهج الخفي الذي يمارسه بعض المعلمين والمعلمات في المدارس وفي حلقات التحفيظ في المساجد , وما أكثر الوعظ السيئ والنتيجة أسوء . قال احدهم الخوف يا صديقي , وهنا تكمن المشكلة , أن نستسلم للخوف ونهزم ونخضع لهم ونكون تحت رحمتهم , أم نحطم جدار الخوف ونتصدى لهم ولفكرهم وننتصر لذاتنا ومستقبلنا ومصيرنا , ما أسوء الشعور بالهزيمة , منابرنا بعضها مهزومة , الخوف مسيطر عليها والولاء يقيدها , نحتاج الشعور باليقين لمواجهة هذا الضلال وهذه البذرة الخبيثة , وان وجد هنا أو هناك منبر يشع نور يوجهونه ويخوفونه , لابد من تضافر الجهود العامة والخاصة , المؤسسات والمدارس والمساجد , لدعم الحملة الأمنية لمواجهة الإرهاب بحملة فكرية وثقافية وتعليمية , مسئولية الجميع , علينا أن نهزم الخوف الساكن فينا ان نخرج من ألامبالاة والاتكال على الأخر , أن نجاهد ونفتخر بالشهادة من اجل قضية سامية ومشروع وطن وسلامة مجتمع لنهوض امة ,كل هذا يبدأه الفرد ليكون فاعلا في مجتمعة ناشطا في تطهيره والحفاظ على نقاوته من الشر والضلال والفساد وخيرنا وشرنا فينا .