من خلال معايشتي للأحداث منذ ان عرفتُ الحوثيين عشرون عاماً سلماً او حرباً لم اجد مرةً واحدةً انهم صدقوا، يتخذون من اللف والدوران والمراوغة والكذب المفتعل منهجاً وهذا ليس بغريب ولاجديد عليهم، واحداث صعده ودماج وعمران وصنعاء وحوارات لجان الوساطة المتعددة ووساطة قطر ٢،١ وحوارات الموفمبيك وهلال وما ادراك ما هلال وغيرها وغيرها، ولكني بالامس وأول امس تفاجأت من موقف مهدي المشاط كان صادقاً جداً في كلامه في موقفين الاول زعم انه لا يملكه وهو ملكاً لسيده في هذا القرار عندما قال( انا مستعد ان أوقف اطلاق النار في كل الجبهات خلال ساعة، كوني عن الحوثيين وعضو اللجنة العامه للمؤتمر ومفوض أيضاً) ولو أعطى الصلاحية من سيده يمكن باتصال واحد لا اتباعهم ان يكفوا عن الاعتداء والقتل للابرياء والمدنيين، ثم التفت مهدي المشاط الى الاستاذ القدير الدكتور ابو بكر القربي والى المفاوض الكبير عارف الزوكا والمتفلسف ياسر العواضي والشيخ يحى دويد موجهاً لهم سؤال استفهام( مفوض وإلا لا) والغريب هنا ليس مهدي المشاط بل الغريب ان فطاحلة الفلسفة والسياسة هؤلاء الذين جاءوا يمثلون المؤتمر حد قولهم لم يتكلم واحد منهم بحرف او يتنفس، الله اكبر يادكتور ابوبكر كنت تهز المحافل الدولية بكلامك ومفاوضاتك ودبلوماسيتك، واشغلتنا يا ياسر العواضي بالصحف والمنشورات والمقالات والفقعسه، وخرقت آذاننا ياعارف الزوكا بالكلمات في المقايل والمناسبات عن الزعيم والمؤتمر، وضاعت مشيخيتك ومكانتك وعنتريتك يابن دويد، وبدى عليكم كأنكم تعيشون في زمن الرّق القديم، ورأينا ان زمن الحرية والكرامة قد ضاع وفقد من خلال ملامح وجوهكم، رغم علمنا ان أنفاسكم تختنق في حلوقكم معاناةً وقهر لكنكم لا تملكون اخراج هذه الانفاس!!!!، عفواً نسيت ان مهدي المشاط هو زعيمكم، ثم وافق ولد الشيخ على هذا الامر واستبشر ان الحرب ستقف خلال ساعة فبادر مباشرة ليقول للوفد الحكومي وأنتم اختاروا واحد عنكم، فكانت من حظ الاستاذ عبدالعزيز جباري عن الشرعية، الا ان خيبة الأمل عادت مباشرة عندما استأذن مهدي المشاط سيده في الكهف فارعد عليه وزمجر وحذره من تخطي حدوده، وانه لايمكن ان تقف الحرب بل قال الحوثيين (عاد لوتعرفوا ايش موقف السيد؟؟؟؟؟؟) يعني (ادعسوا ابو هذا الشعب) ولكن مهدي المشاط بالامس كان اكثر صدقاً في جلسة المفاوضات عندما حاول المبعوث الاممي وبذل كل جهد في التحول الى جدول الاعمال ومحاولة التقدم ولو خطوةً للأمام، ولكن لا فائدة فكانت المفاجأة ان يكون مهدي المشاط هو الفيصل في هذا الأخذ والرد فصدق وأحترم صدقه ( احنا ماجئنا الا لوقف الطيران فقط اما شيء ثاني مافي عندنا شيء) فقال المبعوث الاممي رفعت الجلسة، فمتى ستعود الجلسة للانعقاد مرةً اخرى؟ الله اعلم، فصدق مهدي وكذب كل من حوله، صدق مهدي وكذب كل قادتهم واتباعهم في الميدان، صدق ان هدفهم هو وقف الطلعات الجوية وليس وقف الحوثيين وحلفاءهم الاعتداءات والقتل والاغتيالات، نعم وقف الطلعات الجوية وليس وقف قصفهم للمدنيين والمساكن والمستشفيات، نعم وقف الطلعات والاستطلاع الجوي وليس توقف الحوثيين وحلفاءهم قتل النساء والشيوخ الطاعنين في السن، نعم وقف الطلعات حتى يمضغون القات في وضح النهار ويشربون معه دماء الأبرياء والعزل الذين ذبحوهم من الوريد الى الوريد، ويقعدون في مقايلهم على منصة أُعدت لهم من جماجم المواطنين الذي ازهقت ارواحهم من دون وجه حق، ويبنون بيوتهم وقصورهم على مقابر الضحايا، نعم وقف الاستطلاع الجوي حتى يسرحون ويمرحون ويتفننون في قطع الطرقات وسلب اموال الناس بالباطل، نعم وقف الاستطلاع الجوي حتى يستفحل استعبادهم لكل ابناء وطني وتهان كرامات الأحرار فوق كل ما لاقوه من إهانات حتى الان، ومن هنا أقول لكل الشعب اليمني ان هؤلاء لم يكونوا أبداً اصحاب سلام، ولأشقائنا وإخواننا في الخليج والعالم العربي والإسلامي ان هؤلاء ليسوا اصحاب سلام ولا اصحاب صدق قد اكتوى الشعب اليمني بنار كذبهم وأفعالهم على مر الزمن قديماً وحديثاً، اخشى ان نقول يوماً اننا نبهناكم، شعارهم اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ، والى المجتمع الدولي هؤلاء ليسوا اصحاب سلام ولن يكونوا كذلك والمطلوب منكم الوقوف الى جانب الشعب اليمني الصديق لكم والمضلوم ودعم التحالف العربي الذي وقف الى جانب اخوانه وليس اعتداءً كما يدعون، قفوا مع التحالف لاحلال السلام في ارض اليمن ، صدقونا ولو مرةً واحدة، هؤلاء ينطبق عليهم المثل اليمني القائل ( انا محكم لك واحكم لي واضبط غريمي ينفذ الحكم) فيا ليت قومي يعلمون.
عسكر زعيل
الاثنين٢٠١٦/٤/٢٥م
الكويت