رسالة شريد إلى أمير الكويت ..

2016/04/26 الساعة 11:53 مساءً
- ســام الغـُـباري • صاحب السمو .. - أرسلت إليّ شقيقتي الصغرى "مها" فيديو قصير تظهر فيه عشرات الصور لنجليّ الصغيرين ترافقهما أغنية حزينة بصوت الفنان المغرد "ماجد المهندس" ، يقول مطلعها " ياريت اللي معاك يعود .. عجز قلبي ينادي عود " . - شقيقتي الحبيبة قطعة مني ، تعشق إبني البكر ، وتمنعنا عنه ، ينام في مخدعها كل ليلة ، أخذته من بين أحضانها قسراً ، غادر في فجر إحدى الليالي الباردة ، هارباً ومنتحلاً إسماً آخر ليفلت من نقاط الحوثيين السلاليين الذين تشرفوا بالسلام عليك ، ومصافحة مقامكم السامي ، وهم مرتزقة لصوص عار ، قتلة فاحشون ، حاصروا مدينة #تعز ، ومنعوها من الماء والدواء ، وكانوا يتبولون على خزانات المياه التي فاجأتهم من مدن أخرى تضامنت معهم . - يقبع في سجونهم عشرات الآلاف من اليمنيين الذين ذاقوا صنوف العذاب والويل ، وقد يخرجون ممتلئين بالحقد والكراهية على كل من ينتمي لسلالتهم الفاحشة المارقة ، كان السفاح محمد عبدالسلام يصافح مقامكم ، ومجموعة من زبانيته الملوثين يصرخون في شوارع الكويت ويثيرون الشغب ! ، إن يدهم ليست يد رجل ، لقد بتروا كرامتها وعُرفها وعَـرَقها وعروبتها ويمنيتها وهم يصافحون حرس إيران الثوري ، ويتآمرون من داخل "صنعائنا" الحبيبة على كل عربي أصيل . - هؤلاء الحاقدون منعوا ثلاثة مليون يمني من رؤية أهاليهم ، استعبدوا رؤوسهم وأفكارهم ومنشوراتهم على مدونات التواصل الإجتماعي ، وتشرد اليمنيون كما وقعت فاجعة "سد مأرب" التاريخية ، نضب الماء ، وامتلئت الذنوب ، وظهر الملعون فينا يدعو ربه أن باعد بين أسفارنا ، فمُـزقنا إلى اليوم الذي أعلنت فيه مجموعة من ضباطنا الأحرار ثورة على باغي الظلم والعدوان السلالي فجر 26 سبتمبر 1962م المجيد ، وبدأنا نفكر جيداً ، ونلبس كما نحُب ، ولم يتركونا ، حاصرونا سبعين يوماً حتى طفح الجوع من صنعاء ومدنها وقتلوا 150 ألف يمني في حرب سلطتهم المقدسة ، ثم غادروا ، وجاؤوا بلباس يشبهنا بعد وحدة اليمن من شروده الطويل ، وقاسموا الإنفصال مبتغاه ، ناداهم قائدهم الراحل "حسين الحوثي" من كهف صعدة المحروسة ، وتضامن مع "علي سالم البيض" في عدن ، وخابوا ، ثم عادوا في 2004م ، واعلنوا هزيمتنا بعد خمسين عاماً من حُـكمنا الذي تقاسمناه معهم ، وارتقى نداء قائدههم الميت مع زعيمهم الذي لم يمت ، وكُـنا نُـحذرهم ، وهم يقهقهون على مدننا ، يسخرون من صنعاء التي اكتست ثوبها الأسود ، وترمّلت كشابة صالحة ، وصلوا إلى عدن ، وخرجوا كالأجداث من القبور ، لاحقوا شبابها بروح مدفونة منذ ألف عام ، فأخذوا الخُـمس والأخماس كلها ، وبقينا على ضعفنا نموت جوعاً ، وصالحنا يأكل فاسداً خبزنا وشعيرنا ، نفطنا وآبارنا ، حياتنا وإستقرارنا ، شئناه رئيساً فقادنا إلى الويل ، وأضاع جمهوريتنا ، وابتلعنا بمن جلبهم من عار الظلام ، وفسق الكهنوت ، إبتلعوه أيضاً ، وأذلوه ، وصار رهينتهم بعد أربعين عاماً من المجد والطموح . - هل ترى يا سيدي .. بلدك الجميل .. كل ما شئناه هو يمن خالٍ من وثنية الفساد والسلاح ، أردنا حريتنا ، كرامتنا ، فخرج علينا جيراننا من أزقتنا وحوارينا وأحيائنا ، قالوا أنهم مقدسون ومتكبرون ، ظلمونا ، شردونا ، فجّـروا منازلنا ، 25 ألف قتيل من طرفيّ الصراع ، وقبلهم ستون ألفاً من جنود النظام وقبائل أعالي اليمن ، سبعة الآف جريح ، تمزق إجتماعي ، روح مثلومة كالسيف الغاضب . - سيدي الأمير .. أنا ما زلت شريداً منذ سنة ونصف السنة ، أناشدكم ألا تقفوا في منتصف الطريق ، فاليمن يستحق الصمود والسلام ، ويأمل أن يوقع الخبثاء وثيقة استسلام واضحة ، يمننا لم يعد قادراً على البقاء بنصف دولة ، ونصف شرعية ، ونصف وطن . .. اليمن يا صاحب السمو أغنية يجب أن تكتمل ، سيمفونية بترها الظلاميون ، كتاب اختطفوا نصف أجزاءه ، اليمن مثل حلوى "TWIX" الشهيرة مكونة من أصبعين ، كل أصبع يشبه الثاني ، بداخل غلاف واحد .. - شقيقتي يا صاحب السمو ما تزال تنتظر إبني في صنعاء ، وأنا في شوق إليها فقد صارت هي أمي التي ماتت مكلومة في مشفى قذر يشبه وجه النظام الذي كان يحكمنا ، أغنيتها التي تبحث عن وجه إبني ما تزال تصدح في غرفتي بإحدى فنادق الكويت .. وأنا أبكي في صمت ، وماجد المهندس يُــغني ، حتى يمزق أضلعي .. أناديلك متى ترجع .. أحس بقلبي يتقطع حبيبي ليش ما ترجع .. يا حب بداخلي موجود .. أحبك يا عز مني .. بكثر ما قلت فارقني بكثر ماحاولت أنساك .. وأرجع من جديد أهواك .. أناديلك متى ترجع .. أحس بقلبي يتقطع حبيبي ليش ما ترجع .. يا حب بداخلي موجود " .. .. سنعود يا حبيبتي .. سنعود ضاحكين . .. وإلى لقاء يتجدد كاتب وصحفي يمني #سام_الغباري #مشاروات_الكويت