كان البيان الرئاسي لمجلس الأمن خارطة توضيحية للمسار السياسي، وأكد بوضوح على إنهاء إجراءات الانقلاب، وهذا التأكيد كان مهما لتوضيح الرؤية الاممية، وما كان للمشاورات ان تتقدم في ظل التلاعب والمماطلات الانقلابية.
تتطابق الى حدّ كبير رؤية التحالف العربي والامم المتحدة والدول الراعية فيما يخص الالتزام بالمرجعيات وهذا الامر وضع الانقلاب في زاوية ضيقة وجعلهم محاصرين بالمرجعيات التي لا مفر منها.
قد تبدو الأمور في ظاهرها ان هناك من يدعم ويساند الانقلاب، والامر ليس كذلك وإنما طبيعة الانقلاب وتركيبته والاصرار على تفكيك الانقلاب سلما للحفاظ على بقايا دولة وتخفيف المأساة الانسانية يدفع باتجاه مداراة المراهقات الانقلابية وتكسير العناد واللامبالة بنتائج أعمالهم، هو أشبه بتدليل المعاق نفسيا لإعادة تأهيله.
فتح أفق جديد بعد ضغوط فاعلة للمشاورات وهذه النقلة بداية لوضع آليات تنفيذية لمقررات مجلس الأمن، ستستمر الحوثية ومن تحت مظلتها في اغراق المشاورات بالتفاصيل لتحقيق مكاسب معيقة للمبادئ العامة، لكنها أشبه بمن ينحدر في هاوية ويتمسك بالجزئيات علّها يخفف وطأة السقوط.
الانقلاب هزم في كل الجبهات العسكرية والسياسية والإنسانية والاجتماعية والإدارية ونحتاج الى وقت لتفكيكه واستعادة الدولة ومعالجة الكوارث التي نتجت عنه.
اسهم الانقلاب في فضح القبح الذي كان متزين بأقنعة كثيرة وكشف أوراق الصراع ولعب دورا في تفكيك المنظومات والشبكات المافوية والكهنوتية ، والمسألة تحتاج وقت لتصل الأمور الى مآلاتها، فالدمامل الانقلابية فجرت حيوية في الجسم الوطني ومنحته مناعة كبيرة ستزداد مع الوقت، وهذه المشاورات ستضع خارطة طريق هي البداية لولادة اليمن الذي ظل مخنوقا بالفساد والامراض الخبيثة التي اعاقة انطلاقته.