عنوان المقال : الإصلاح يشهد أيامه الأخيرة .
بين أوساط العجزة التنابلة , ينتشر حديث متعمد مقصود . عن قرب تحقق تنبؤات العرافين والكهنة , بتنفيذ خطوات حاسمة وإجراءات صارمة , تهدف إلى إغلاق مكاتب التجمع اليمني للإصلاح , ومصادرة ممتلكاته ومنع نشاطه , والتعامل معه كجماعة إرهابية معادية !. وتتأرجح التخمينات بينهم , عمَّن سيقوم بهذا العمل البطولي والمنجز السامي . مكون ثوري برعاية خارجية , أم نظام قادم بأجندة دولية ؟ . ويتهافت حول لهب الخبر ـ الاختباري ـ سرب من الفراش الأعمى والجراد الأعشى , فرحين به وغير مدركين لما يساقون إليه من استعباد وذلة . الكاتب المأجور , والقارئ المنتشي , ومن يرعاهم , يعيشون حلمهم , ويمارسون هوايتهم . يرددون يوميا الوصفة العلاجية لحالتهم المنهارة نفسيا وعصبيا . وتتلخص في الحراك ! يمنة ويسرة , وتكرار قرأتها 50 مرة ـ صباحا ومساء ـ بصوت مسموع : " الإصلاح ( الإخواني ) يشهد أيامه الأخيرة .. وحانت نهايته . الإصلاح ( الإخواني ) يشهد أيامه الأخيرة .. وحانت نهايته . الإصلاح (الإخواني) يشهد أيامه الأخيرة .. و حا .. "
ـ يا أخوة الدين واللغة وكوكب الأرض . وفقا لسنن الله في الابتلاء والمحن , والتمايز والتمحيص , وبناء على قراءة حركة التاريخ في الثوابت والمتغيرات , وتداول الأيام بين الناس . قد يتم حل تجمع الإصلاح اليمني , ومصادرة ممتلكاته , ومنع نشاطه , ومضايقة رجاله . بسلطة نظامٍ أفاكٍ أثيم . وبتعاون رعاة وشركاء , يمدُّونَهُمْ فِي الْغَي ثم لايقصرون . وبتنفيذ أتباع وعملاء لا يخلوا التاريخ من أمثالهم .
ولكن هذا ـ وأكثر منه ـ لن يحقق لكم سوى طرح لائحة التجمع الخشبية أرضا , وطمس دهان حروفها , وإغلاق مكاتبه , وتشميع مقابض أبوابه . وسيصل النفس والجسد شيء من ضيق وتعب , لابد منهما لكل قلب حي .
أما الجماعة ستزداد ترابطا على صرح الدعاة في البناء . والأخ سيسمو جندية على سبيل المحتسبين في الشدائد . والعقل سيبقى مبدعا على صراط المجددين في الدعوة . والقلب سيظل نابضا على درب المصلحين في التربية . والرسالة ستعلو بلاغا على جسر المخلصين في العمل . واللسان سيتفرد حمدا على نهج الذاكرين في القول .
إن قلب أصغر أخ فينا , وروح أحدث أخ بيننا , لمملوءان ثقة ويقينا , أنكم ـ بحول الله وقوته ـ لن تستطيعوا طمس نور رسالتنا , ولا وأد روح فكرتنا , ولا محو معالم دعوتنا , ولا شق تراص صفنا , ولا قطع روابط أخوتنا , ولا هز أركان بيعتنا , ولا تدنيس طهارة أصولنا . وطوبى لمن صبر واحتسب منا ,وبشرى لمن حاز أسمى أمانينا .
واصلوا ـ كأسلافكم ـ هوايتكم وحلمكم , وسنواصل رسالتنا وعملنا . وشتان بين هواية تفرض الإقصاء بالشمع الأحمر , ورسالة تحرر الأمة من الظلم والقهر . ولا يستويان ـ أبدا ـ حلم يحقق شطب عنوان , وعمل يسمو بالإنسان .
" ومَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ " .
أبو الحسنين محسن معيض