ألحوثيون... مرحلة النهاية.. 26 سبتمبر جديد يلوح في الأفق

2016/05/12 الساعة 05:34 صباحاً
هناك حالة سخط هائلة ضد الحوثيين في صنعاء وبقية المُدن التي يسيطرون عليها، بما فيها محافظة صعدة، هناك غليان لكنه مكبوت، نار لكنها تحت الرماد، الخوف يمنع ظهورها، والسطوة الأمنية تواريها، وعما قريب ستنفجر، وستكون مزلزلة، وأخشى على المدنيين المناصرين لهم من تبعاتها، وأخشى أكثر على الأسر الهاشمية تحديداً. الإرهاب يُسكت الناس، والسطوة الأمنية والظلم والاقصاء والتخوين والاتهام بالعمالة والسجن والإخفاء والتهديد وتوقيف الرواتب والمستحقات وكل إمكانات الدولة تستخدم كأدوات قمع ضد كل من فكر في الاحتجاج ضدهم، أو حتى التعبير عن رأيه المناهض لفكرهم وممارساتهم. *** أصبح نقد ممارسات الحوثيين والتذمر بل والسخرية منها حديث الناس في كل مكان، المجالس، المقايل، تفاريط النساء، الافراح، العزاء، الباصات، أصبح الحوثيون طرف، وبقية أفراد الشعب طرف آخر، يتوحد الجميع ضدهم بالتدريج، فمن مع العاصفة ومن ضدها، قاب قوسين أو أدنى من اجماع تاريخي ضد الحوثيين، فبمجرد هدوء الأوضاع، وتوقف الغارات الجوية، لمس الناس أكثر جور وظلم وجشع الحوثيين على السلطة والمال، وانقشاع غبار الغارات جعلهم يرون ويسمعون ما كان أزيزها ودمارها يمنعهم من سماعه ورؤيته. يتوحد الضمير الجمعي للمجتمع اليمني ضد أي ظالم محلي عندما يغيب العنصر الخارجي، هذا هو حال اليمنيين في المناطق التي توقفت فيها غارات التحالف، الكل أصبح ضد الحوثيين، بما في ذلك المنتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي تعرضت كوادره لعملية تجريف منهجية في أغلب مؤسسات الدولة، ومن بقي منهم منزوعي الصلاحيات، فـ(مشرف الكهنوت) الحوثي في كل مرفق حكومي هو الآمر الناهي. *** هناك ثورة، هناك 26 سبتمبر قادم لا محالة، فقد تجاوز الحوثيون كل الخطوط الحمراء، الإنسانية، والإسلامية، والقيمية، وحتى القبلية منها، فجروا البيوت، وأذلوا الناس، ومنعوا كل الأنشطة السياسية المعارضة لهم، حتى السلمية منها، وسعوا الى كسر كبار القوم، واذلال مشايخ القُبل، والشخصيات الاجتماعية، والكتاب والصحفيين وكل نخبة المجتمع، ولم يسلم منهم حتى أئمة المساجد، لقد دعسوا على الشعب بكل فئاته، ونهبوا مؤسساته، تعاملوا مع الوطن كفيد، أو غنيمة معركة، لم ينجوا أحد منهم، من عارضهم ومن سالمهم ومن حايد، حتى من انبطح لهم ظلموه. ظهرت ممارساتهم العنصرية في أبشع صورها، ظهر كهنوتهم عبر سعيهم لتحويل الدولة ومؤسساتها الى بوق لنشر عقائدهم وأفكارهم الغريبة التي لم نسمع أو نقرأ عنها قط، حتى المذهب الزيدي منها براء، فألهو قادتهم، وجعلوا من حديثهم قرآن، كالقرآن الكريم كلام الله. *** خلال أسابيع الهدنة ظهر الحوثيين على حقيقتهم تماماً، دون مواربة، هل تعرفون لماذا؟، بعد أن زاروا السعودية وتفاهموا معها، وقدموا أنفسهم كبديل لمراكز القوى التقليدية، مشايخ وأحزاب ونافذين، ضنوا أنهم سيستفردون بالشعب اليمني بعد تموضعهم الجديد، معتقدين أن تفاهمهم مع السعودية سيحد من معارضتها لهم ولوجودهم، دون أن يدركوا أن الرياض لن تتخلى عن حلفائها التقليديين، وأنها تسعى لاحتوائهم فقط، لكنها لن تأمنهم أو تترك الساحة لهم، إضافة الى أن الشعب لن يقبل بهم، بغض النظر عن الموقف السعودي. *** على الجميع الاستعداد للزلزال القادم، إذا ما فشل حوار الكويت، والذي يتمثل في السقوط المتوقع والوشيك لسلطة الحركة الحوثية، وتجهيز البديل ليملئ الفراغ، وتوحيد الجهود، ونبذ الخلافات جانباً، هناك 26 سبتمبر قادم لا محالة، وعلينا جميعاً أن نكون شركاء فيه، بمختلف أطيافنا وأحزابنا وتياراتنا، ضد هذه الحركة الكهنوتية، التي كشفت عن قناعها في غلاف صحيفة المسيرة، وأعلنت أن قادتها لا ينطقون عن الهواء، وأن كلامهم وحي يوحى، وأنهم (قرآن ناطق)، فكيف لنا بعد ذلك أن نعارض وننتقد، أو نتعامل معها كطرف سياسي قادته من البشر، فمن يعارض القرآن الناطق حتماً سيكون مصيره أسود ووخيم، وقد تجلى ذلك وبوضوح في التهديد الذي أطلقه عبدالكريم الحوثي ضد محمد المقالح أكثر المؤيدين للحركة، قائلاً له: نقد (أولياء الله) له عواقب وخيمة، عقب نقد بسيط وجهه لفساده في صنعاء، فكيف بمن عارضها؟، ويظهر أن ما حدث للصديقين نبيل سبيع و نائف حسان كان بعضاً من العواقب الوخيمة. *** الحركة الحوثية لا تُمثل الزيدية، ولا تمثل إخواننا الهاشميين، بل تمثل نزعة تطرف عنصرية، صحيح أنها نتجت عن أخطاء مارسها النظام الذي حكم خلال العقود الماضية، لكنها تحولت من لحظة انقلابها على السلطة الى وباء يهدد اليمن، دولة، ومجتمع، وكيان، وهوية، وما لم نجد تسوية سياسية لكبح جماحها، وإعادة عقلها، لابد من الاتفاق على مشروع لمواجهتها وملئ الفراغ الذي سينشئه سقوطها المتوقع، مشروع وطني، لا طائفي، ولا مناطقي، لا يستهدف سلالة، ولا مذهب، بل يستهدف هذه السلطة الكهنوتية التي أفصحت عن نفسها وبالبنط العريض في غلاف صحيفة المسيرة (الشهيد القائد....قرآن ناطق)، #‏الحوثية_حركة_كهنوتية، ومع ذلك متى ما رجعت عن غيها وظلالها لا مانع من استيعابها، بعد أن يتم تجريم فكرها الكهنوتي العنصري المتطرف، وتجريم أفعالها بحق المواطنين، مثل تفجير البيوت ونهب ومصادرة الحقوق كغنائم، وكأنهم في معركة مع كفار قريش، يجب تجريم كل تلك الممارسات والشعارات العنصرية كما تم تجريم الشعارات العنصرية والممارسات النازية عقب الحرب العالمية الثانية.