التعاطي العقلاني والجاد للرئيس عبد ربه منصور هادي مع الملفات اليمنية الشائكة يتجسد يوميا على مختلف الصعد ، وفي نفس الوقت تحاول القوى الانقلابية ( عفاش والحوثي ) ، بكل ما أوتيت من قوة ومع صراعها في الرمق الأخير ، إفشال كل محاولة أو خطوة لاستعادة الشرعية وإنهاء هذا الانقلاب الكارثي على اليمن واليمنيين .
هناك عدة اتجاهات يعمل عليها الانقلابيون المتمردون ، حاليا . الأول انتهاك الهدنة وإفراغها من مضمونها بالتوسع أرضا ، وثانيا المراوغة والمماطلة في مشاورات الكويت ، وثالثا إثارة النعرات الطائفية والمناطقية والشطرية في الجنوب ، عبر أزلام النظام السابق وعملاء إيران وعبر المطابخ العفاشية التي بدأت تتكشف يوما بعد يوم ، أما الرابعة فهي عن طريق العمليات الإرهابية ، التي أصبح المجتمع الدولي يدرك – جيدا – أنها من صناعة الأجهزة الفعاشية التي تمكنت من استقطاب الكثير من الشباب المغرر بهم والدفع بهم إلى مهالك الموت ، وذلك بعد المواقف المكشوفة والصراخ والعويل الذي أبداه ممثلو الانقلابيين في مشاورات الكويت إزاء ضرب القاعدة في حضرموت وعدن وأبين والجنوب عموما !
الرئيس هادي يواجه كافة هذه الملفات وملفات أخرى تتعلق بالجرحى والشهداء والنازحين والمبعدين عن مناطقهم والمفصولين من أعمالهم والمصادرة رواتبهم ، وكذا قضية المعتقلين والمختطفين ، وغيرها من القضايا ، التي يعمل عليها الرئيس مع حكومته بصمت ، في ظل إمكانيات محدودة ، في ظل إمكانيات محدودة ، بسبب سيطرة الانقلابيين على البنك المركزي وموارد الدولة .
ولو كان الرئيس هادي " نزقا " وقاتلا ومتآمرا ، لكان الآن يعيش في صنعاء ولم يكن قد فقد الكثير من الأهل والأحبة ، مثله مثل أبناء شعبه .. كان بإمكان هادي أن يفعل ذلك لو لجأ إلى أساليبهم الحقيرة في التآمر والقتل والاغتيال ، لكنه اثر وضحى من اجل أن يخرج اليمن ، كل اليمن ، إلى طريق واضح ، تنتهي معه مرحلة العبودية والديكتاتورية العفاشية والسلطة الدينية السلالية التي كانت تحكم في إطار حكمه وبداخله ، حكمه المتعدد القائم على إقصاء الآخر ، وتحديدا أبناء المناطق التي يعرفها الكثير .
هناك من يتعجل النتائج ويريد كل شيء على طبق من ذهب ، دون المضي في المعالجات الحقيقية للازمة المركبة الراهنة والتي تلعب فيها قوى إقليمية دورا وقد خططت لذلك منذ وقت مبكر .. على الجميع ، باعتقادي ، أن يتحلوا بالحكمة وان يشاطروا هادي سعيه نحو بلد اتحادي متكامل لا يهضم فيه احد ولا يستقوي فيه احد أو فئة أو منطقة أو قبيلة ضد الأخرى ، إنما يعيش فيه الجميع متساوون تحت مظلة القانون .
سيذكر التاريخ هذا الرجل بشكل مغاير عن كل أسلافه ، وسيذكر انه هو من أعطى لليمنيين تذكرة العبور نحو الحرية من العبودية الداخلية أولا ، وسيتذكر هؤلاء القوم النزقون – حاليا – انه الرئيس الشافعي الوحيد الذي قال .. لا !!
شمسان عبدالرحمن نعمان