ظل المجتمع الدولي سنوات عديدة يكرس اهتمامه في تضميد الجروح القديمة بين أمريكا وروسيا والصين وجميع الحلفاء لهذه الدول العظمى لم يستقر الوضع الأمني حتى بعد الاتفاقية الثلاثية فجميع الموقعون عليها يدركون جيداً أن رياح التغيير قد تعصف ب سواري البارجات في أي لحظة ..
ليس هذا فحسب بل وصل التفكير الى تقاسم الاقطاعات في شرق آسيا وغرب أفريقيا وبدء العمل لإنشاء دولة محايدة لجميع الأطراف يتم تمكين تلك الدولة السلاح المرعب في العالم لكي تحفظ لهم التوازن الآسيوي لاسيما المنطقة التي تقع على مسافة قريبة من البوابة الأوروبية ..
اعتمد الأمريكان في جميع خططهم الى سياسة البعد الخارجي وفعلاً كانت سياسة ناجحة ف الضغوطات الدولية أتاحت لهم اللعب بأريحية وتوسع النفوذ بينما روسيا ظلت عالقة في معاهدات قديمة من جهة وترميم ما أفسدته حروبها منذ مطلع الأربعينات حتى منتصف الثمانينات ..
أسهمت الحرب العالمية الثانية في تضييق الخناق على دول نامية تقع على العمق البحري والحدودي للاتحاد الأوروبي وأخذت تلك الحرب منعطف تاريخي وضع العرب في مصيدة الخوف وهنا بدأت تقترب أمريكا من غايتها بينما روسيا ظلت معتمدة على النهج الاشتراكي الذي عزز بالحركة الشيوعية ..
ليس هذا فحسب بل مايحدث اليوم في العالم العربي خاصة والإسلامي عامة لم ياتي من فراغ ولكن جاء بإدارة ذكية تناقلتها نخب أمريكية بجدارة لم يكن ذلك التناقل مختل إلا بعد عودة الجروح القديمة لظهور وهذا ما تؤكده وثائق كشفت عبر ويكليكس وقراءة دقيقة لمحلليين سياسيين بعودة صراع أمريكي روسي ..
نظل في موقفنا الدائم لاتوجد عداوة بين أمريكا وروسيا والصين ولكن يوهم البعض بذلك ومع هذا نقف على مسافة قريبة من جميع الاتفاقيات والمعاهدات لكي نجد أن أمريكا لعبت دوراً محوري في كسب جميع الدول التي وسمت من السوفييتي مسبقاً وقرأت ماقبل مئة عام تعود ولكن بأدوات أخرى ..
ليس هذا المهم ولكن يظل الأهم هل ستكون تركيا هي خط برلين القادم ؟!
"احمد الدماني"
الجمعة 3 يونيو 2016م