في مشاورات الكويت تعرفت على ناشطين وسياسيين يمنيين لم اكن محتك بهم بشكل مباشر سابقا رغم الهموم التي تجمعنا والقضايا التي ندافع عنها ومعرفتي بهم كانت من خلال أنشطتهم.
ما لفت انتباهي هو الصحفي والناشط السياسي البارز أنيس منصور كان له دورا فاعلا وايجابيا وقويًّا في تغطية المشاورات وفي تقديم تحليلات صارمة ملتزمة بالقضايا الكبرى للشرعية، ويمتلك روح تواصلية رائعة مع زملائه وقدرة على بناء علاقات مع القيادات السياسية حتى التي يختلف معها.
كان لا يهجع ولا يستقر في التواصل والبحث عن المعلومة وكأنه خلية نحل لم أجده الا وهو يعمل، وفي الوقت نفسه كان يعمل في تدعيم قوة التكوين الجديد للحراك الجنوبي الوطني الذي اصبح مسارا جديدا وملهما للكثير من الشباب وقوة تأثيره تتنامي وقد يتجاوز الكثير من التكوينات نظرا لواقعية وعقلانية اطروحات هذا التكوين.
يعمل انيس منصور ككتيبة اعلامية متحركة وكسياسي فاعل ينحت في الصخر امام إعاقات كثيرة يواجهها، يبدو كعصامي في وسط وحوش لا تريد لشخص يمتلك طاقات الصلبة ومتحفزة وحيوية ان يصعد الى واجهة القيادة، موقفه صارم من اطراف الانقلاب ومن الاتجاهات التي تعيق الشرعية، يدافع عن قضايا الجنوب وفق منظور الشرعية ويواجه اي اعمال من ايا كان تتناقض مع قناعاته ..
قد تتفق مع أنيس منصور وقد تختلف لكنه الاكثر نشاطا وحيوية لا تجده في اي مكان الا وهو يتابع ويكتب ، كما انه يتمتع بسعة صدر قلّ ان تجدها لدى القيادات الجنوبية الاكثر شهرة.
البعض يعتقد ان لديه فريق يعاونه الا انه يعمل بطاقة مضاعفة ولديه مصادر ميدانية في اغلب المحافظات.
تمكن كفرد نشط ومتفاعل مع قضايا الناس ان يشكل جبهة قوية في مناهضة السلوكيات الغوغائية في الجنوب ناهيك عن موقفه الصارم جهة اطراف الانقلاب، ويمتلك الشجاعة والجرأة الكافية للدفاع عن آرائه ومواجهة الانفعالات الغوغائية مما جعله عرضة للهجوم من اطراف كثيرة في الجنوب والشمال.
نجيب غلاب