.........................
المطالبون بالانفصال يبدأون فك الارتباط عن القات تمهيدا لفك الارتباط الجغرافي عن الموطن الاصلي والأساسي( اليمن) يريدون أن يعيدوا تشكيل التاريخ وفق أمزجتهم الساعية للتحرير للتحرر من هيمنة القات ( العنسي و الرداعي ) وغيرهما من القات العال الروس والعوارض والبزغة وذلك لأن ( القات سبب رئيسي لأمراض الوحدة والذي أهمها تصلب الزعماء في مناصبهم وسرطان المناطقية والعصبية الحزبية والقبلية والذي لم يتغلغل في الأطراف السفلية للجسد اليمني فحسب وإنما كان منتشرا ايضا في الجزء العلوي من هذا الجسد )
القات من وجهة نظر فقهية (شلالية و عيدروسية) كان عاملا رئيسا في يقظة العصابات الاجرامية وفي(تخديرتهم ) للتخطيط لاقلاق السكينة العامة في عدن وفي سهرهم ايضا لاعداد عبواتهم التفجيرية وشحن اسلحتهم لتنفيذ مهامهم والتي أوكلت اليهم من قبل( القات ) بل أن القات وفق المذهب الشلالي يُبطل الوطنية ومُهيج للوحدة اليمنية والعربية والاسلامية وان زاد تعاطيه فإنه يجعل صاحبه ( المولعي ) يشعر بأنه عضو في جماعة (الإخوان المسلمون ) وإن زاد من تعاطيه فإنه يشعر بأنه يعرج للملكوت الأعلى .
وفي المذهب العيدروسي يعتبر القات ناقضٌ للديمقراطية الشعبية ومُبطلٌ للقومية الاشتراكية فكان قرار منعه قرارا موافقا لجمهور علماء المذهب الانفصالي وقد أخذ هذان العالمان ( شلال و عيدروس) قاعدة التدرج الفقهية في المنع والتحريم على غرار تحريم الخمر فلم يُحرم الخمر في القرآن من أول وهلة وأنما على مراحل وكذلك سيبدأ تحريم القات ليس دفعة واحدة وإنما على مراحل وأولها مرتين في الأسبوع ثم مرحلة تحريم التخزين باالــ( الشِقين) ثم مرحلة تحريمه بِــ(شِقٍ ) واحد وهكذا..
هكذا هو التفكير السطحي والنظرة الأفقية دون العميقة والهروب المتعمد من حل المشاكل الكارثية والبحث عن مسبباتها ومعالجتها إلى الأمور التافهة فبدلا من مهاجمة اوكار العصابات ومداهمة اوكارها وزرع الخلايا الاستخباراتية في اوساطها للسيطرة عليها او عل الاقل للحد من جرائمها يتم مداهمة بائعي القات ومحاربتهم ومضاررتهم في ارزاقهم وسن القوانين الصارمة لذات الأمر.
لقد كان حري بقيادة عدن تعميق روح الانتماء الوطني والارتباط الجغرافي والتاريخي والاجتماعي وفوق ذلك الأخوي( دينا و طينا ) بين أبناء محافظات الجمهورية اليمنية في ثغر اليمن الباسم وجعلها مدينة باسمة و فاضلة فاتحة ذراعيها لجميع أبناء الوطن مذللة كل الصعوبات في سبيل استثمارهم كمكون مدني سلمي انموذج للتعايش والتنمية الشاملة وأن تصبح عدن هي الحاظن الرحب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنخبوي لأبنا اليمن الواحد بدلا من تلك التصرفات المنفرة والطاردة والناقمة المتمثلة بالترحيل لأبناء المحافظات الشمالية بالاستناد لمبررات لاتستساغ لذي عقل وكان هناك طرق ووسائل امنية ارقى وأجدى لو أن القائمين على قيادة عدن أعملوا تفكيرهم لكننا سنعذرهم فقد كانوا ( مخزنين ) تماما كمن خزن قبلهم من حققوا الوحدة ومن قادوا الانفصال في ٩٤ ومن حاربوا الانفصال..
............
عبدالخالق عطشان