ما حدث في عدن هذا اليوم ليس أمراً عادياً. الأهم من التعليق على الحادث هو معرفة ماذا حدث بالفعل، القصة كما هي. من تواصلي مع السلطات المحلية في تعز، ومع الحكومة وجدت أن القصة وقعت كالتالي:
استدعت الحكومة والتحالف 24 من قادة المقاومة الشعبية والجيش في تعز. نزل الوفد في فندق في عدن، وتحدد موعد للقاء بقادة التحالف العسكريين. طلب التحالف أربعة أسماء بعينها تمثل قيادة الجيش وقادة الجبهات الرئيسية. أصر الوفد على أن يحضر الجميع، وكان للتحالف رأي آخر.
بعد عودة الوفد إلى الفندق وصلت مجاميع من المسلحين والملثمين واقتحمت الفندق، وجردت الحراسة والعسكريين من السلاح. كما أطلقت النيران وأثاروا الرعب..
تواصل محافظ تعز مع رئيس الحكومة بن دغر. هدد بن دغر بمغادرة عدن إذا لم يحتو الموقف.
وصلت قيادات سلفية وقيادات في المقاومة الجنوبية وشخصيات من السلطات المحلية واحتوت الموقف. قيل لوفد مقاومة تعز إن ما حدث كان تصرفاً فردياً من قبل مسلحين يتبعون أحد زعماء الكتائب المسلحة "أبو اليمان" أو اسم شبيه بذلك، وهو أحد رجال بن بريك.
بشكل عام جرى احتواء الموقف وتقييده ضد مجهول..
هناك فوضى سلاح في عدن، من جهة، وسلطات عليا لا تقبل سوى بالامتثال الإجباري الشامل. لنتذكر أن تلك السلطات العليا سبق أن اعتقلت قائد المنطقة الرابعة ووزير الداخلية. وعندما اشتكى الرجلان للحكومة في الرياض خاطبهما أحد مستشاري هادي قائلاً:
لننس ما حدث ولنتذكر أن عبد الناصر وضع مجلس قيادة الثورة بجلالة قدرهم في السجن، مما دفع النعمان لترديد جملته الشهيرة: كنا نطالب بحرية القول وصرنا نطالب بحرية البول.
وهي نفس الرسالة التي وصلت إلى وفد تعز، أو التي ستصل..
تشدد وفد تعز في مسألة الحضور غير مفهوم، وهو أقرب إلى سوء التقدير منه إلى الحكمة..
أما رسالة التحالف العربي فقد وصلت كاملة..
ربنا يسهل..