يختلف الكثير من الناس حول تقييمهم لأداء الرئيس هادي ومكامن الصواب والخطأ، والأخير من سمات البشر. غير أن الجميع يكادون يجمعون على أن هادي هو رجل المرحلة بلا منازع وبلا منافس، فالرجل – إلى جانب قدراته الذاتية – استفاد كثيرا من أخطاء أسلافه وخصومه، على حد سواء. فمن المعروف أن السمات الأبرز لحكام اليمن السابقين، شمالا وجنوبا، كانت هي الاستعجال والايدلوجيا المسلوقة والجاهزة، إلى جانب الخلفيات القبلية والعقدية والمناطقية، التي أتت على الأخضر واليابس في الشطرين، ثم في اليمن الموحد، وظل اليمنيون – ومازالوا - يجنون ثمار تلك السياسات الخاطئة، حتى اليومّ
ويحاول البعض وبإصرار عجيب، أن يغالط المجتمع اليمني بمختلف فئاته وتوجهاته، كما نلمس في سياق الحرب الإعلامية التي تطال الشرعية وهي حرب رديفة للحرب العسكرية، وذلك عندما يحاولون التقليل من شأن الرئيس هادي ويلوكون بعض الجمل المطاطة والتي مفادها أن الأطراف المحلية المؤيدة للشرعية ودول الإقليم والمجتمع الدولي، عموما، يؤيدون شرعية الرئيس هادي لأنهم مضطرون لذلك وبحاجة إلى شرعيته، وبقدر ما تحاول هذا الترويج الزائف أن يوصل رسائل نمطية في اطار الحرب الإعلامية، بقدر ما يؤكد – وبجلاء – أهمية الرئيس هادي في المرحلة الراهنة، ولكن ليس على أساس المبررات " الهبلا" التي يتم تسويقها!
لقد حدثتني بعض القيادات العسكرية في الجنوب عن تاريخ عميق وحكيم للرئيس هادي، سواء من خلال المواقع التي عمل فيها أو من خلال ما نقل عن زملاء دراسة له، وليسوا من المستفيدين بشيء، وإنما سجلوا مواقف لتفوق دراسي سواء في الاتحاد السوفياتي السابق أو في بريطانيا، وقد جاء الحديث في ضوء ما تمر به اليمن في الوقت الراهن ومتسقا مع تفوق الطالب اليمني في المجال العسكري ومع قيادته لسفينة اليمن التي كانت توشك على الغرق وانبرى بفدائية للدفاع عنها ولإنقاذها!
لقد اعتاد اليمنيون – مع الأسف – خلال العقود الثلاثة الماضية على رئيس " نزق " يتدخل في كل شيء ويدعي انه يفهم في كل شيء، ويلغي كل شيء ما دونه، ولديه آلة إعلامية ومطابخ حاول تصويره ذلك العملاق وحاولت أن تصنع له تاريخا، وكانت كل تلك المحاولات تبوء بالفشل عند أي خطاب يلقيه، وحتى اللحظة، بعد أن صارا مخلوعا!!
والى جانب هذه الصورة النمطية المشوهة للرجل الأول في عقول اليمنيين، فهناك مساع غير حميدة بل وخبيثة، من تحالف المخلوع والمصالح، ممثلا بفئات فقدت مصالحها سواء من الموالية له أو من قوى سياسية أخرى، تهدف إلى البلبلة والإثارة على الرئيس هادي وجره إلى مساحات فارغة في عقول الناس من اجل إعادة تفعيل خيارات التفضيل، ويمكن تشبيه رأس الحربة في الحملة ضد الشرعية ورمزها، بالعجوز الشمطاء التي تحاول أن تتصابا وتعد بالمزيد من الشباب والهز!!
باعتقادي أن الكثير من تلك المحاولات اليائسة والبائسة قد فشلت فشلا ذريعا في التسويق للوهم وفي هز صورة الرئيس هادي، رغم أننا نعلم جيدا أن تلك العناصر " منتهية الصلاحية "، تعتمد اعتمادا كليا على متلقين يجهلون الكثير من الحقائق إلى جانب أميتهم، وزاد الطين بلة حالة الإغلاق التام الذي مارسه الأمميون الجديد، بالتحالف مع المخلوع طبعا، على الناس وعلى المعلومات الصحيحة ونشرهم لمعلومات مغلوطة ومفبركة، لكن ما لا يريد هؤلاء أن يتقبلوه أو يدركوه، هو أن جمهورهم الذي يراهنون عليه، اذكى واكبر من محاولات احتقارهم له بالكذب والتدليس عليه، حيث يستطيع الناس أن يفرقوا بين الغث والسمين، بدليل انهم مازالوا يتذكرون الرئيس الحمدي( رحمه الله ) ويشيرون بأصابع الاتهام إلى قاتله حتى اللحظة!!
هل تعلمون أن الرئيس هادي لا يجيد الكذب وضرب ابر التخدير للناس.. ليكتشفوا بعدما يصحون أن كل ما يقال هراء وهباء منثورا، كما هو الحال بالنسبة للاخرين؟!
ولعل الكثير منكم يتصور – الآن – ويستعرض كل الكذب الذي مر عليه خلال ثلاثة عقود!!
شمسان عبدالرحمن نعمان