تمر علينا الذكرى الأولى لتحرير مدينة عدن وسط جمع جماهيري ، كان بين الحاضرين أشخاص لم توطئ أقدامهم جبهات تحرير العاصمة عدن بينما غاب عن إحتفال النصر من انتزع العاصمة من قبضة المليشيات الانقلابية ..
يكتب التاريخ في أولى صفحته المجد لشهداء ويضع في تلك الصفحة والشفاء العاجل لجميع الجرحى ويختم آخر صفحة كان هنالك قادة حرب اقسموا على تحرير أرضهم و اوفوا بذلك القسم ..
ويترك التاريخ ماكتبه ليعرف به الأجيال القادمة مهما كان هناك من تزوير ، إلا ان الحقيقة تظل نبراس يقتدي بها أولئك الذين صدقوا مع الله وصدق الله معهم ولم ينتظروا من أحداً رد الجميل ..
يسألني أحد الجرحى المقعد في بيته لقد أصبت في مثل هذا اليوم قبل سنة وكنت أنتظر الشهادة وقتها إلا ان الله لم يكتبها لي وكتب لي ان تخترق ظهري رصاصة وتسببت في شللي فهل يتذكر الجميع مع هذه الذكرى العظيمة من لم يستطيعوا المشاركة ؟!
يضيف أحد جرحى تحرير مديرية التواهي اليوم مرور سنة على تحرير المقاومة الجنوبية العاصمة عدن وكنت أتمنى أن أكون حاضراً في الاحتفال العظيم إلا أنني طريح الفراش لم يتذكرني انا ورفاقي احد ولكن كان من المفترض ان تقف الجميع 5 دقائق تقرأ الفاتحة لمن سطروا هذا المجد بأرواحهم الطاهرة ..
يمتزج الفرح بمعاناة فالنصر لا يأتى الا من الله عز وجل ومن الرجال الذين عاهدوا الله واقسموا بالنصر أو الشهادة و ها نحن بالأمس احتفلنا وكانت الفرحة تعم أرجأ المحافظة ولكن لم نشعر ان هناك من يتألم لأنه غاب عن هذا الاحتفال وسبب غيابة إعاقة خلفتها تلك الحرب الغاشمة ..
ليس هذا فحسب بل غاب الكثيرون عن هذه الفرحة وغاب من كان سبباً في ذلك النصر العظيم وكان غيابهم عدم تقبل بعضنا البعض وترك الخصوصية على حافة المصالحة لساعات فقط فكان الاحتفال خالي من بعض صناع النصر و مسطري تلك الملاحم الأسطورية ..
لهذا يكتب التاريخ اسماء العظماء ويبقى ذكرهم خالد في صفحاته ؟!
"احمد الدماني"
الأحد 3 يوليو الثامن والعشرين من رمضان 2016م