المقاومة التي حررت عدن هي القادرة على ان تقودها نحو المستقبل .. لكن قبل ان تقوم بهذه المهمة بنجاح لا بد ان تعمل على اقامة جسور مع هذا المستقبل حتى لا تغرق في المياه الضحلة التي تتسرب من روافد الميراث الثقافي والسياسي .. تلك المياه غير القادرة على حمل سفينة الابحار .
المقاومة ليست بندقية فحسب ولكنها مشروع سياسي يبرر التضحية بل الموت من أجله . لو اقتصرت المقاومة على بندقية وتضحيات فقط فان التحرير لن يعني اكثر من اعادة انتاج البندقية في صراعات وثارات واستحقاقات يغيب معها المستقبل وينام الحاضر فوق جروح توقظ الفتنة مع كل حركة .
لا بد من العودة الى جذر الثقافة التي جعلت من عدن في تاريخها الطويل خيمة التعايش والتسامح والبناء في صورها الإيجابية التي ان تطلب الامر تصدت للعنف لحماية قيمها بتحريض حوافز البناء والتكامل والتفاهمات الانسانية والحضارية داخل نسق التعايش والتي جعلت منها مدينة المدن وزهرة المدنية .. حفظ الله عدن في بوم تحريرها .