•• لو كان حيّــاً (1) ••

2016/07/17 الساعة 10:32 صباحاً
- سام الغُـباري - سمعت وقرأت ورأيت جنود الشرطة في #تركيا يعتقلون ضباط الجيش الذين ساهموا في الإنقلاب .. وتذكرت في مدينتي ، شاب تافه إسمه (هاشم المعاون الديلمي ) وكنيته أبو الزهراء ، لم يكن يفوته أي عُرس إلا و خَصرهُ يسبقه !، يهتز حتى تتعرق أركان الخيمة ، ويتلاقفه أهل المدينة من عُرس إلى آخر .. فجأة .. دخل هذا الراقص الخليع على مدير قسم شرطة مدينة #ذمار العقيد عبدالملك السعيدي ، ومعه خمسة من أقاربه "المخاليع" ، وقال أنه ممثل "أنصار الله" في داخل قسم الشرطة ، وعلى الفور أدى "السعيدي" التحية العسكرية له وأجلسه في مكانه ، ومن يومها صار "أبو الزهراء" يرقص على رجولة ذمار كلها ، سجن مشايخها وأهان أعزائها ، وآذى أبريائها ، وجعل المدينة كلها ترقص على نغمات "ما نبالي مانبالي" ، وفي الأخير سجن مدير عام مديرية ذمار وعضو برلمانها السابق "محمد أحمد السيقل" لمدة ست ساعات ، ثم رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالدائرة ١٩٤ ومدير عام الأوقاف الاخ محمد العصامي ، ولم ينبس أحدٌ ببنت شفه . - أتذكر أننا كُنا جلوساً عند شخص آخر من صبية الحوثيين كنيته "أبو حيدر" وإسمه "عبدالاله الديلمي ، من قرية ضوران آنس ، وهو مسؤول الامنيات في المدينة كلها .. وكان العقيد السعيدي مدير قسم شرطة المدينة يُغلّطني ، ويقول أني تجرأت على العقيدة والإيمان في كتاباتي ، وأن ما أنشره يرقى إلى الجريمة و "الخطيئة" ويجب أن استغفر الله عنها !! ، وفي صلاة "المغرب" إتخذ في هيئته وضع السربلة أو الإرسال ، وكنت أسخر منه كيف ينافق #الحوثيين ، ثم أخذ المصحف بعد أن سبح وحوقل وجلس يقرأ القرآن ما بين مغرب وعشاء ..!! إلتفت إليه ساخراً وقلت له : ياااااه يافندم كيف قد أذلوكم الحوثيين ، صلوا على النبي .. مابالكم تحولتم إلى فقهاء ، عدمني روسكم يافنادمه ونحن راكنين عليكم تحمونا !! - كُنت جامحاً ولا أدري سبب ذلك ، لم أكن أحسب لهم حساباً ، وكانت الضغوط تتوالى عليّ أن اعتذر للحوثيين بسبب كتاباتي اللاذعة عليهم ، مالم فسيضغطون عليّ في أمر والدي ويستمرون في إحتجازه بحجج واهية ولعينة ، قلت لابو حيدر وكان من الحضور بعض زملائي مدراء عموم جامعة ذمار : والله لن أعتذر وإن قطعتموني إربا ! ونهضت فوراً قاصداً الخروج من المكان ، إلا أن أبي استوقفني وتوسلني ألا أُعاند وكاد يقبل ركبتي ، أمسكت رأس والدي وحضنته بين ذراعي وقبّـلته ، وقلت له سأفعل ذلك على أن تخرج الان .. وعند أقدام ابو حيدر كان صديقي السابق "زكريا الكاظمي" يبتسم في سخرية مريرة مزقت أضلعي ، وقلت لهم جميعاً ، تحاولون أن تضغطوا عليّ من أجل والدي ، وتبتزونني برخص وبلا شرف .. إبتلعت حقدي وألمي وغضبي وكراهيتي ، وتمنيت لو أني لم أخلق لأواجه هذا الموقف المؤلم ، حين فقد ضُبّاط الأمن شرفهم وقسمهم ورجولتهم أمام كائنات سلالية بغيظة وحاقدة ، مسعورة وملعونة .. تافهة وجبانة .. ولم أزل أتذكر ذلك الموقف بحقد هائل ، لا يخبو ولا يذبل . أخرجت أبي متأبطاً على ذراعي ، على وعد أن أنشر إعتذاراً للحوثيين على صفحتي - لم أنشره طبعاً - سرنا راجلين من مكان إحتجاز والدي إلى منزلنا ، وفي الأنباء تواترت أخبار احتجاز الرئيس #هادي بسبب خيانة الجيش وقوات الأمن والأحزاب والمجتمع المحيط به .. إلتفت إليّ والدي وقال : لقد ضاعت الدولة يا بُني ، لن نصمد أمام هؤلاء ، دعنا نعيش في حال سبيلنا ! ، وكنت أهز رأسي موافقاً .. إلا أنني قررت في داخلي أن أصمد في مواجهة الإنقلاب مهما كلفني ذلك من عناء وخسران .. وكتبت مقالاً في صحيفة الشارع أقارن بين والدي والرئيس اللذان تم احتجازهما في نفس الظروف ولنفس الدواعي والأسباب وهو ما يقولون أنه بسبب نجليهما ، لكنني حررت والدي فيما كان الرئيس ما يزال محتجزاً .. بعد أيام سُجنت أنا ، ومازلت صامداً حتى اللحظة في مواجهة الانقلاب على الرئيس والنظام والدولة ، إشتريت نفسي وكرامتي وحريتي وحياتي ، لم أشأ أن أكون نسخة ذليلة من مدراء اقسام الشرطة الجبناء وجنودهم المرتزقة ، أو من عناصر المؤتمر الشعبي العام الذين أذلهم حقدهم على - الإصلاح - حتى وصل بهم إلى أقدام الحوثيين يستلذون الإهانة والفصل والاعتقال والتعسف . خُـلقت حُـراً ، وسأظل كذلك أنشد الحكمة في كل المغامرات الجميلة التي أعيشها ، فالأشياء التي سنندم عليها هي الأشياء التي لم نقم بها . ثوروا أيها الناس .. فالكرامة لا تأتي إلى داخل منازلكم وأنتم تنتظرون من الحوثيين التافهين أمثال من تعرفون أن يتصدقوا عليكم بحريتكم وعيشكم وأرزاقكم وديمقراطيتكم ودولتكم التي تساوي بين كل مواطنيها .. خذوا من تركيا وشعبها البطل عِبرة للانتفاض على الذل الذي تستمرؤنه ، وفكروا مرة واحدة أن زعيمكم قد يكون مخطئاً هذه المرة في تحالفه مع أقذر عناصر البشرية ، فلم يكن معصوماً من الخطأ والخطايا ، فكروا ولو بنسبة واحد بالمئة في ذلك ، فقد يحرمكم الحوثيون من كل شيء إلا أن تفكروا وتعقلوا .. إشتروا أنفسكم واخرجوا إلى الشوارع لمواجهة الانقلاب والمطالبة بعودة الدولة والنظام والبرلمان والمجالس المحلية وأقسام الشرطة ، أبصقوا في وجه كل خائن وجبان ذليل .. فأنتم تستحقون أجمل اللحظات وأفضل الأماني وأحلاها .. إنتصروا للديمقراطية فهي سبيل الرشاد . ** والشعب لو كان حياً ما استخف به فردٌ ولا عاث فيه الظالم النهم ** والله المستعان #سام_الغباري