استطاع صالح الحوثي تجنيد بضعة آلاف جديدة من رجال القبائل خلال الأشهر الأخيرة
دفعهم الرجلان إلى الهجوم على الحدود الجنوبية للسعودية
بغية تحسين شروط التفاوض، أو جر السعودية لإنجاز اتفاق
مع صالح الحوثي بعيداً عن الحكومة اليمنية.
الجيش السعودي ، مزوداً بالأباتشي وصور الأقمار الاصطناعية وبقوة نار حديثة، سيقتل عيال القبائل كما فعل خلال الأشهر الماضية
لا تزال نائحة الشمال جاثية
لكن صالح يفكر بشكل مختلف:
فليذهبوا إلى الجحيم، الأهم عندي أن أكسب ورقة تفاوض قوية.
أجساد اليمنيين مجرد ورق حمام لصالح وأسرته
لا أكثر
أما استراتيجياً فلا معنى لمعركة خاسرة بكل المقاييس. صالح يستخدم رجال القبائل كتكتيك.
قرأنا في التاريخ عن قادة عسكريين بلا شفقة ولا أخلاق، أحرقوا رجالهم في الحروب. لكنهم أحرقوهم في مواجهات ذات طابع استراتيجي
صالح فريد بينهم، فهو يحرق الآلاف في تكتيك
مجرد تكتيك
يخشى القائد على جنوده، فحياتهم هي الضمان الوحيد لبقائه. صالح لا يكترث، فهم ليسو جنوده، وهو ذاهب على كل حال. حصل عليهم بحفنة ريالات دفعها لشيوخهم. مقاتلون رخيصو الثمن، وبلا تاريخ. وعندما ينحرون بين الجبال فلن يتذكرهم من أحد.
أعدت قراءة تصريحات عسيري هذا اليوم، ووجدتها تقول بشكل واضح:
لن نحاور صالح وسنقتل كل من سيدفعهم إلى الحدود ولدينا القدرة.
على الحدود مواجهة بين التكنولوجيا الحديثة، بكل عنفها وشموليتها، ورجال القبائل
بين ما بعد الحداثة والقرون الوسطى
بجثث اليمنيين يمنح صالح نفسه لقب الداهية
وكلما نحر مزيداً من اليمنيين هتف الذين في انتظار حتفهم:
يا له من داهية
م. غ.