د كمال البعداني
تخيلوا معي لو أن الملكة بلقيس تعود فجأة إلى مارب قادمة من عند نبي الله سليمان بعد أن توقف الزمن هناك وتحرك هنا بقدرة الله تعالى فما الذي سيحصل ؟؟ أتخيل انها ستقف مشدوهة ومبهورة ساعة كاملة وهي ترى الدبابات والعربات وأصوات الانفجارات هنا وهناك وكلما حاولت فتح فمها للحديث والاستفسار ينعقد لسانها وهي ترى منظر جديد ووجوه لم تعرفها وبعد أن تستجمع قواها تصرخ بصوت مرتفع من انتم واين انا ؟؟ وهنا يتقدم سلطان العرادة ويقول مرحبا بك أيتها الملكة العظيمة .. فترد عليه بالقول من انت واين شرحبيل قائد حرسي ؟؟ فيقترب منها كبار قادة الجيش ويؤدون لها التحية . وهي تنظر لهم ولحركاتهم ولباسهم وحجمهم بإستغراب شديد . والعرادة يقول . هذا الشدادي قائد المنطقة الثالثة وهذا الوايلي قائد المنطقة السادسة وهذا جواس مثنى وهذا فلان وفلان وفلان وهم من مدرسة الفرقة الأولى مدرع . فتقول الملكة ومن هي الفرقة وماذا يعني مدرع ؟ وقبل الرد عليها يرن هاتف الشدادي وبعد أن ينهي حديثه تقول له هل أنت مجنون كيف تخاطب قطعة بيدك ؟ فيقول لها إنه تلفون وكنت أخاطب الفريق على محسن ؟فترد عليه بإستغراب ولماذا لم يبعث لك عن طريق الهدهد أو الحمام الزاجل ومن يكون هذا الفريق علي محسن ؟ فيقول لها إنه نائب المشير هادي ؟ ومن يكون هادي ؟ وهنا يتقدم العرادة ويقول هذه حكاية طويلة سيدتي ونحن الآن نريد تحرير العاصمة واستعادة الشرعية ؟ فترد عليه السنا في العاصمة أليست مارب هي العاصمة ؟ وفي هذه اللحظة يتقدم إليها قادة عسكريون من دول التحالف ويؤدون لها التحية العسكرية ولكن أحدهم يقترب منها قليلا هامسا في إذنها (احذري الإخوان هم الخطر الحقيقي وليس غيرهم ) وما أن ينهي هذا القائد حديثه حتى يسمع الجميع صوت انفجار ضخم بالقرب منهم فتقول الملكة ماهذا ما الذي يحدث ؟فيتقدم أحدهم ويقول لا تخافي سيدتي نحن متعودون على ذلك إنها صواريخ تطلقها مليشيات الحوثي وصالح .. فلم تستوعب الملكة ما قيل لها وقالت أريد الذهاب إلى قصر ي وعرشي وهنا يتقدم أحد شيوخ القبائل ويقول أيتها الملكة العظيمة عرشك لم يعد فيه غير بعض الأعمدة والتي أصبحت هدف ل (النصع ) ونحمد الله إن الجماعة لم يدخلوا مارب وإلا كان مصيره التفجير .. فيتدخل الشيخ العرادة ويقول سيدتي لا تخافي فالتحالف قد وفر صواريخ الباتريوت التي تحمي سماء مارب . وهنا فاض بها الكيل وصاحت أي تحالف وأي باتريوت أين بساط سليمان ؟ .لا مقام لي هنا . العيش مع عفاريت سليمان احسن واجمل فيه الأمان والإطمئنان خاطركم ... من صفحة د كمال البعداني