المجاعة على الأبواب في اليمن.... ما هو الحل؟

2016/09/26 الساعة 10:51 مساءً


لن تتمكن سلطة الحوثيين -في مناطق سيطرتها- من تسليم المرتبات من الآن فصاعداً، واذا استماتت ستصرف مرتب شهر الى شهرين كأقصى حد، ولن تصرف حكومة هادي وبن دغر مرتبات مناطق لا تعلن ولائها لهم، وبالكاد سيصرفون مرتبات للمحافظات التي تحت سيطرتهم اذا ما تلقوا دعم اقليمي ودولي، ما هو الحل بعد ذلك؟ وهل نحن مقبلون على مجاعة في مناطق سيطرة الحوثيين؟، أريد اجبات موضوعية، وبلغة الأرقام لا شعارات صمود ومقاومة.
انتهيت للتو من التواصل مع الكثير من الذين في داخل اليمن، الفقر الشديد والعوز دق على أبواب الملايين منذ بداية الحرب، وكان قد دق على ملايين  غيرهم قبل الحرب لأسباب مختلفة؛ ودق على ملايين جديدة من لحظة عجز سلطة الحوثيين عن دفع المرتبات، وستدق المجاعة -وليس الفقر فقط- أبواب تلك الملايين مجتمعة خلال شهرين الى ثلاثة بالكثير من لحظة العجز التام عن صرف المرتبات، بعد أن يستنفذوا مدخراتهم ويبيعوا ممتلكاتهم.
أنا لا أبالغ، هناك مجاعة قادمة كالتي رأينا صورها في الصومال وكوسوفو وغيرها من الدول والمناطق.
أعرف أن للتحالف وعيال العاصفة دور في ذلك، أعرف أن هناك تآمر اقليمي ودولي وحصار، لكني أعرف كذلك أننا نبهنا الحوثيين الى ذلك قبل انقلابهم التام على السلطة وإصدار إعلانهم الدستوري؛ وروينا لهم هذا السيناريو تماماً، وهذا الكلام منشور في صحيفة الأولى بتاريخ 27 سبتمبر 2014م -بعد دخولهم صنعاء بستة أيام- بعنوان (الفخ الذي نُصب للحوثيين بدخول صنعاء)، لكنهم غامروا بالبلد وبحياة الناس وأرزاقهم، وحولوه الى فخ لليمن أرضاً وإنساناً.
الحوثيون خططوا لكيف يصلون الى السلطة لكنهم لم يضعوا خطة حتى ليوم واحد لما بعد استلامهم لها، مع أننا رسمنا لهم خريطة القوى المحلية والاقليمية والدولية، وخريطة التوازنات ومناطق النفوذ والأمن والعمق الاستراتيجي للدول القوية، وقلنا لهم لن يقبل بكم أحد، الجميع ينظر اليكم كسلطة طائفية وكحركة سلالية محسوبة على ايران (بغض النظر عن تقييمكم لأنفسكم لكن هذه نظرة الجميع اليكم).
هل تستسلم الحركة؟ لا أريد ذلك ولا أتمناه.
هل تواصل حربها حتى مع احتمال حصول مجاعة؟، حل لا يمكن تحمله.
هل تقدم تنازلات سياسية وتوافق على الصفقة المعروضه والتي أرى أنها عادلة؟، ولدي تفاصيلها كاملة؛ وعند الحوثيين نسخة من العرض؛ أعتقد أن هذا هو الحل الأنسب، للحركة وللبلد، واستمرار رفض الحوثيين لهذا الحل يعني أنهم السبب الرئيس في ما ستؤول اليه الأوضاع؛ كما أن تفويتهم لذلك العرض يعرضهم لمخاطر الانهيار المتوقع لسلطتهم قريباً؛ تحت مفاعيل الضغط العسكري والحصار المالي والاقتصادي؛ وإذا ما انهارت سلطتهم فلن يقبل خصومهم بشراكة معهم وسيتم التعامل معهم كطرف مهزوم؛ وسيتعرضون لمحاكمات وملاحقات قضائية؛ ومصادرة أموال؛ وحل للحركة؛ ومنعها من مزاولة حتى نشاطها الفكري والسياسي؛ وتجريم الانتساب لها؛ باختصار ستتم معاملتهم كما عامل السيسي الإخوان المسلمين في مصر.
هل من عقلاء في الحركة ليستوعبوا هذا التحذير قبل فوات الأوان؟؛ أتمنى ذلك؛ مع أني -من خلال تجربتي معهم- لا أتوقع.