فهد سلطان
مساء الجمعة الـ 7 اكتوبر/ تشرين الاول، ترجل قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبدالرب الشدادي، في المعارك الدائرة بمنطقة صرواح 40 كيلو غرب مدينة مأرب, في معارك تطهير ما تبقى من جيوب مليشيات الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح, بعد السيطرة على مركز المدينة ومنطقة المطار بالكامل, والاقتراب من منطقة حبابة بالقرب من العاصمة صنعاء.
عمل الشدادي قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة, هي أحد المناطق العسكرية اليمنية وتنتشر في محافظتي مأرب وشبوة، ويقع مركز قيادتها في مدينة مأرب ، وتتكون المنطقة من 12 قوة قتالية, ويعد القائد الوحيد الذي يقاتل في الصفوف الأمامية ويرافق جنوده كل وقته وحتى أخر لحظة.
كان الشدادي وهو أحد ضباط الحرس الجمهوري الذين انحازوا للثورة الشبابية بعد أحداث جمعة الكرامة الدامية في مارس/ اذار ربيع 2011م, الى جانب مئات الضباط والعسكرين, وبقي مناصراً لها ولمشروعها حتى استشهد.
ولحظتها شارك مع عشرات من جنود الفرقة الاولى مدرع إلى جولة كنتاكي بصنعاء لحماية شباب الثورة من بلاطجة المخلوع علي عبدالله صالح, ونجى من محاولات اغتيال عديدة, وتربطه علاقات قوية بنائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر.
حيث تفيد بعض المعلومات أنه وأثناء ما كان ضابطاً في معسكر خالد بمحافظة تعز وسط اليمن، عمد الى إتلاف شاحنة محملة بالمشروبات الكحولية المستوردة (خمور)، بعد ان كلف بحمايتها وايصالها لصنعاء، على أنه شحنة اسلحة, ودخل في مواجهة مع علي عبدالله صالح وسجن بسببها وتم محاكمته عسكرياً.
عرف عنه شجاعته النادرة وقدرته الفذة في إدارة المعارك, وكان له الفضل الكبير في إعادة ترتيب صفوف الجيش الوطني, الذي تم انشائه من جديد بعد الانقلاب على الدولة في 21سبتمبر/ أيلول الاسود 2014م لحظة سقوط العاصمة صنعاء بيد أحفاد الإمامة جماعة الحوثيين المسلحة.
اصدر الرئيس هادي قراراً جمهورياً بتعينه قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة وترقيته الى رتبة لواء في 8 أبريل/ نيسان 2014م وهي اللحظة التي بدأ يعمل فيها على ترتيب وإعادة صياغة الجيش الوطني الجديد.
قاد اللواء معارك شرسة ضد مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في محافظة مأرب، التي كانت تسعى للزحف نحو منابع النفط, وأفشل تقدمها على اكثر من جبهة, قبل أن يتواصل التحرير على تخوم مدينة صرواح أخر معقل المليشيات, حيث ترجل شهيداً مدافعاً عن الجمهورية الثانية, يتوافق زمن مقتله مع زمن مقتل شهيد الجمهورية الاولى الشهيد علي عبدالمغني قبل اربعة وخمسون عاماً.