كتب/ الخضر سالم بن حُليس.
على أبواب عمران قتل القشيبي رحمه الله فقام الشدادي يثأر لمقتله على أبواب صنعاء، ويجاهد لاسترداد وطن سرقه الأوغاد وباعه علي عفاش لعلي بابا والأربعين حرامي.
(الشدادي) أخذت منه (الشدائد) جل حروفها فـ(شدت) شكيمته وأحكمت عزيمته، وربما كان لقبه من لدن عنترة بن (شداد).
وصل الشدادي صرواح ليغادر من ساحاتها كوكب الأرض فما كان لفارس مثله أن يموت إلا هناك، عانق الموت الذي كان يشاهده يوميا على تلال الجبهات وضواحيها، وجاء ملك الموت يخبره بانتهاء مهمته.
كانت تذاكر الطيران قد قُطعت وتم تأكيد الحجز فالتحق بموكب الشهداء وحسن أولئك رفيقا.
كان فاتحو (صرواح) يعشقوها (صرحا) للحضارة والرقي فوهبتهم بعض حروفها (روح) تمدهم (صادها) بالصمود. و(صروح) يرتقي من مطارها الشهداء.
رحل الشدادي رحمه الله وهناك مئات الشداديين ينتشرون على سواحل المعركة يسبحون نحو شواطئ الانتصار، ينتمون لمدرسته ويقرون له بالتلمذة ، فأتقنوا صنعته ، وهاهم يجمعون الرصاص المتطاير حولهم في الجنبات ويعيدون توجيهه لأخذ الثأر ، ولن يكون الثأر له إلا بأحد الرأسين عفاش المتخفي في سراديب صنعاء ومجاريها، أو ذاك القابع في كهوف مران.
أعداد هائلة من الفرسان سقاها نبأ استشهاده بطاقة الصمود وألهب حماسها، فتوافدت إلى أرض المعركة تهزم الهزيمة وتحبط الإحباط وهاهم يرسمون من مجموعهم شداديا جديدا أشد وأنكى.