كأس الموت بين الشدادي والجائفي..!

محمد شبيبة لم يدافع الجائفي عن الدولة ولا عن الجمهورية ولا عن رفاق السلاح ورضي أن يكون جنديا مأموراً يتمم ويؤدي التحية العسكرية للغلام الحوثي الإمامي زكريا الشامي الذي لم يُولد إلا والجائفي قائد عسكري كبير..! كل ذلك وللأسف حرصا من الجائفي على حياته ومصالحه ومنصبه..! بينما أبت نفس رفيقه عبدالرب الشدادي أن تذل إلا لله ، لذا صان شرفه العسكري وحمل سلاحه يقاتل أفراخ الإمامة ويدافع عن الجمهورية وأُستشهد عبدالرب ، ومات الجائفي..! . لكن فرق كبير بين شهيد وميت !! فرق كبير بين قائد عسكري كبير أُسْتُشهد واقفا في ساحة النزال وهو بين الأبطال من رفاق سلاحه..! وبين قائد عسكري كبير يتخلى عن سلاحه ويخون شرفه العسكري ويموت بظروف غامضة..! إحجام الجائفي لم يبقِ على حياته أو يؤخرها ولو لدقيقة..! وإقدام عبدالرب لم يقدم موته أو يأخذ من حياته ولو حتى بضع دقيقة..! فكلهم ذاق طعم الموت وفي يوم واحد..! مات عبدالرب ونضاله وتاريخه حي لن يموت..! ومات الجائفي ومات معه كل شيء..! وطعم الموت في أمر حقيرٍ *** كطعم الموت في أمر عظيمِ..! مع إعتذاري للمتنبي لأن طعم الموت في صغائر الأمور موجع ومفجع وأحيانا مخزي..! لست متشفيا بموت الجائفي وما كنت أحب له هذه الخاتمة..! ولكنه الدرس الذي ينبغي ألا يمر والعبرة التي يجب أن نتوقف عندها كثيرا..! وماقيل هنا عن موت علي الجائفي يُقال أيضا عن علي الذفيف وسائر العسكر الذي قبلوا أن يختموا شرفهم العسكري الطويل بخيانة الدولة والجمهورية والعسكرة مع الإمامة وعنصريتها.