تعز التي تتنفس حرية

2016/11/17 الساعة 05:52 مساءً

 

موسى المقطري 

حتما سيعيد التاريخ نفسه ، وستتنفس تعز حرية ليس فيها ما يعكرها ، وستعود قائدةً رائدة ، وسيكتب المؤرخون ان الحرية شجرة يانعة نبتت في جبل جرة ، وارتوت بدماء الشهداء البررة ، ثم مدت اغصانها الى جهات الأرض الاربع .

يقاوم الأحرار في تعز مشروع الانقلاب المتكئ على أوهام القلة المشاغبة ، ويجدون أنفسهم من جديد في مواجهة مع قوى أرادت إعادة التاريخ للوراء ، والسير عكس تيار الحرية الهادر المتجدد ، بينما هذا التيار الجارف لا يعرف السير إلا الى وجهة واحدة هي غدنا المشرق الخالي من بقايا ضلالات خريجي الكهوف ، وأطماع جرذان البدرومات .

ظلالكِ ياتعزُ وارف ، ووردكِ احمرٌ كدم الشهداء الطاهر ، وطِيُبكِ رائحة البارود المنبعث من بنادق الأحرار ، وتكبيرات المقاومين هي لحنك الأبدي ، وأطفالك كبروا قبل أوانهم ليردوا الكيد ، ويلقنوا الغازي درساً بليغاً في الصمود .

في حواري تعز ثمة كهل يسألك وانت تمر مستعجلاً : اين وصل الرجال ؟
ولزاما ان تضعه في صورة الأحداث والبشائر ، فترى الفرحة ترتسم على محياه ، فتختفى تجاعيد الزمن في ملامح ابتسامة ستينية تنسيك عناء الشرح ، وتغرق معه في لذة الانتصار القادم مع حلول فجر الحرية الذي يكاد ان يشرق .

يوماً ما كان تجار الموت يخنقون تعز من جهاتها الأربع ، وكانت روح المقاومة تصارع مخاضها العجيب ما بين الروضة الى جبل جرة ، وبعض من تربة الحجرية ، فدار الزمان دورته العَجْلَى وتوسع الرفض ، وقوى الضَعف ، وازدادت رقعة الحرية ونحن نرصدها شبرا شبرا ، ونرقب شمسها الساطعة تغمر الأرض وتقتل جراثيمها التي ما وطئت أرضاً إلا حولتها كومة خراب .

مشاقر تعز لازالت حاضرة بعبقها المختلط برائحة غبار القذائف ، وصبر لازال يمد المدينة بالاصرار ، والحجرية تمدها بالرجال والسلاح ، ولم يختفي بائع البطاط الذي كتب على عربته التي أكل قوائمها تعاقب السنين "مشتقدرولنحناش" ومعناها بلهجة التعزي البسيط لن تستطيعوا إذلالنا مهما اوتيتم من قوة  .

الحرية غالية ، والتعزيون لا يستسلمون ، ولأجل ذلك تحولت تعز الى قبلة للاحرار ، ومهوى لقلوب عاشقي الفجر المنقى من رجس مليشيا الموت القادمة من كهوف التاريخ الملطخةً بأثام القبح وسؤ التدبير ، وفي كل انتصار يسطره الابطال يفرح اليمنيون لتعز لانها قبلتهم الأولى ، وقصة عشقهم اللا منتهية .

 ستظل تعز المعادلة الأقوى في كل مراحل الانعتاق نحو غدنا الأجمل ، وستظل ارضها المروية بدماء الشهداء تنبت احراراً ، وفي كل صباح ستحوم حولنا أرواح الشهداء لتمدنا بالمزيد من العزيمة وتزرع فينا روح المقاومة والتضحية .

لك الله يا مدينة الحرية ، وعليك منى السلام .