موسى المقطري
لم نعرف في اليمن طوال تاريخنا الحديث أحداً صنع بنا من المساوي مثل ما صنع المخلوع صالح ، ولم تعاني اليمن من بلاء بعد تهدم سد مارب كما تعانيه اليوم بسبب هذا المعتوه .
تكمن خطورة ما اردانا به المخلوع في أنه لازال يعتقد رغم ما فعله من جرائم أن بإمكانه العودة لحكم الشعب باسمه او باسم احدا من عائلته التي كان يطمح ان تظل هي المالكة لهذه الأرض وهذا الشعب ، وفي سبيل هذا الاعتقاد المشوه أوصل البلاد لهذا البلاء واضعاً يده الملوثة في أيادي الحوثيين كقوة منفلتة مسكونة بأوهام طائفية وسلالية غذاها صالح عبر لوبي يعمل لديه أوساط الجماعة ، وفي مفاصل مهمة لها علاقة بالقرارات الاستراتيجية للحوثيين .
يصر المخلوع صالح على تسمية نفسه بالزعيم ، في حين لا يمتلك من مقومات الزعامة المزعومة أهم أركانها وهو الالتفاف الشعبي ، أما وجوده على رأس قطاع من القتلة والنهابين فهو يؤهله ليصبح زعيم عصابة توزع الموت والدمار لا غير ، ويجب أن نعامله على هذا الاساس ، وليس من العدل أو الحكمة التعامل معه خارج هذا الاطار بتاتا .
الزعامة تحتم على صاحبها أن يجمع ولا يفرق ، ويحمي ولا يقتل ، ويعطي ولا يأخذ ، وهذا لم نلحظ منه في المخلوع أي صفة لا من قريب ولا من بعيد، بل لاحظنا ما هو أبشع وأشنع وأجرم ، ووفقاً لهذه المحصلة من المساوئ فليس عاقلاً من يتعامل مع هذا المعتوه أنه زعيماً ، إلا كونه زعيم عصابة يجب محاسبته لا غير .
وجدتُ من الملائم اطلاق مصطلح "الخردة" على المخلوع بوصفه أحد بقايا زمن ما قبل الحرية ، ونحن في زمنٍ جديد ، ونخوض مرحلة الانعتاق من عهده المشؤم الذي ختمه بتدمير كل ما هو جميل واضعاً كفه في كف "مداليز" صعدة المسكونيين بأوهام عصر الكهوف وزمن تقبيل الرُكب و"العكفي" و "التقطرن" و "الكُتن" .
ليس من بديل إلا التخلص من خرداوات أزمنة البؤس ، ورمهيم في مزبلة التاريخ ، والانطلاق بقوة لبناء يمن جديد يتجاوز المعنى الشكلي للوطن إلى الشعور الحقيقي بالمواطنة ، وذلك عبر المساواة وتحقيق العدالة ، وتوفير الرفاه للمواطن بعيداً عن اعتبارات السلالة والطائفة والقبيلة ، وما يتعلق بكل هذه التسميات من امتيازات ما أنزل الله بها من سلطان ، ولا تقبل بها كل انظمة الارض ودساتيرها وقوانينها .
دمتم سالمين…