بقلم: معمر بن مطهر الإرياني
وزير الإعلام
كنت على يقين أن الزملاء والزميلات الأعزاء والعزيزات في مؤسسة وصحيفة 14 أكتوبر، عند مستوى المسؤولية الملقية على عاتقهم لإعادة إصدار صحيفتهم وصحيفة كل أهل عدن " 14 أكتوبر " الغراء، وكنت اعرف انهم عند مستوى التحدي، خاصة بعد أن جلست إليهم واستمعت إلى مشكلاتهم، ووجدت أن جل همهم واهتمامهم هو بصحيفتهم، وهذا هو عين الصواب ومغزى التحدي ومقصد كل إعلامي شريف.
وها هي هذه الصحيفة العريقة، تعود إلى الصدور من جديد وتبعث من وسط الرماد كطائر العنقاء الأسطوري. هذا ليس غريبا على أبناء هذه المهنة، مهنة المتاعب، وليس غريبا، بالتحديد، بالنسبة لأبناء هذه المؤسسة الصحفية العريقة، التي تعد جزءا من تاريخ عدن الحديث، وهم مطالبون بالمزيد من اجل مؤسستهم ومدينتهم.
عندما يستعرض المرء تاريخ أكتوبر، صحيفة ومؤسسة، لا بد له وان يمر على أسماء كبيرة في مسيرة الصحافة اليمنية.. أسماء كان لها صدى ودور لا يمكن إغفاله، عبد الباري قاسم، أول رئيس تحرير، والقرشي عبد الرحيم سلام ومحمد عمر بحاح، محمود الحاج، معروف حداد، عوض باحكيم، احمد مفتاح، فتحي باسيف وعصام سعيد سالم، والكثير من الزملاء والأساتذة الذين ربما لا تستحضرهم الذاكرة، حاليا.
لكن الدور المنوط الآن بهذا الصرح الإعلامي، كبير جدا ويحتاج إلى أن يعي الجميع مسألة التحولات التي يمر بها اليمن، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.. والتحدي لأن نكون أو لا نكون، في ظل التحديات التي يعرفها الجميع.
وكما عادت " 14 أكتوبر " إلى الصدور من عدن، سوف تعود قناة عدن، بإذن الله، قريبا للبث من هذه العاصمة الشامخة في وجه التحديات، وسوف تصبح عدن قبلة للجميع، وستعود، كما كانت، في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، صاحبة الصدارة والريادة، بإذن الله.
إن القيادة السياسية ممثلة في فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي على وجه الخصوص ونائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن صالح والدكتور احمد عبيد بن دغر، رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الحكومة، الأعزاء من مختلف المشارب والاتجاهات، بذلوا ويبذلون جهودا جبارة من اجل أن تكون عدن عاصمة لكل اليمنيين، بغض النظر عن التوجهات والمعارك السياسية التي خاضها اليمنيون وجربوها عقودا وليس سنوات.
إن أكتوبر، الصحيفة، واجهة وثنائية من ثنائيات القدر (عدن وأكتوبر)، في هذه الحقب من تاريخ اليمن. وإننا نتطلع إلى المستقبل بكل ما يحمله من مؤشرات لازدهار عدن وتجاوزها كل العثرات التي وقفت في طريقها.. فعدن رمز للمحبة والتعايش بين الأديان والطوائف وكافة الأطياف المجتمعية.. وعدن لا تقبل إلا أن تكون مدينة الحب والسلام.
ولا يمكن لنا في هذه العجالة أن نغفل الشكر للإشفاء في دول ا لتحالف وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وكذا دور دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد..
كما لا نغفل دور محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي، ومدير أمنها اللواء شلال علي شايع هادي، وقيادات ومنتسبي الحزام الأمني في خوض غمار تثبيت الأمن والاستقرار في هذه المدينة، العاصمة المؤقتة لليمن، ونؤمن حقا بقدراتهما وقدرة كل مواطن شريف في المساهمة في أن تعود عدن.. أفضل مما كانت..