ﻻ أعرف شخصكم الكريم ، وﻻتربطني بكم صلة قربى ، وﻻ وشائج تنظيم ، وﻻ مصلحة عمل ، ولكن مواقفكم الكريمة تجبرني دائما على رفع القبعة لشخصكم الكريم وللخيرين من أمثالك الذين ﻻيتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة من مختلف الأحزاب والتنظيمات والتيارات والمحافظات في وطن نثر كنانته فلم يجد فيها سوى لصوص المال العام وهوامير الفساد .
فما كان مني إﻻ أن وقفت إجلالا وإكبارا لمواقفك العظيمة ؛ فالمواقف العظيمة ﻻتصدر إﻻ من عظيم ، والخيارات الوطنية ﻻتصدر إلا عن رجل أمتلأت نفسه بحب الوطن ، وانصهرت آماله وطموحاته مع آمال وتطلعات شعب مكلوم انحسرت آماله وآمانيه في لقمة يسد بها جوع أطفاله ، أو كسوة تكسو أجسادهم العارية ، أو سقف منزل بالإيجار يأوي أفراد ألأسرة بعد أن وجدوا أنفسهم وجه لوجه مع نوائب الدهر وعوادي الأيام .
احترمت شخصكم الذي ﻻ أعرفه، لمواقفكم التي أعرفها ويعرفها الجميع .... فأهل عدن ﻻيزالون يتذكرون وكيل محافظة عدن الشاب نايف البكري الذي اختار أن يبقى بين من أحب في حين حين هرب الكثيرون مع من أحبوا .
ﻻزلت أتذكر الشاب المقاوم نايف البكري متنقلا كالنحلة بين جبهات القتال وساحات الوغى يشد من أزر المقاتلين ، ويشحذ حماسهم وهممهم؛ لقتال فئة مارقة انتشر عناصرها في أحياء العظيمة عدن كالسرطان ينخر جسد المدينة المسالمة بعد أن أحكموا الحصار عليها ؛ وخيروها بين الإستسلام أو الموت ؛ فاختارت عدن عن رضا وقناعة الموت عن السقوط في دركات الهزيمة .
ﻻزلت أتذكر وكيل محافظة عدن الشاب نايف البكري ، والقائد- الذي بلغ من الكبر عتيا - اللواء الشهيد علي ناصر هادي - رحمة الله عليه - وهما يطوفان مستشفيات عدن يواسون الجرحى وذوى الموتى الذين اكتضت بهم ممرات و ساحات المشافي العامة والخاصة بعد أن قصت ثلاجات الموتى بالأشلاء الممزقة ، والأجساد المتفحمة يجودون بمسحة حانية على رأس شاب مقاوم جرح في ساحات الوغى ذودا عن الأرض والعرض ، أو يربتون على ظهر أب فقد وحيدة ، أو أم فقدت فلذة كبدها ، فيجودون بشيئ من المال الذي كانت تجود به الأيدي الخيره ، فضيق ذات اليد كان باديا على هيئة الشاب البكري والمارشال العجوز هادي ولكنها طبيعة الأجواد الكرماء ﻻ ينحنون لأعاصير الزمن وﻻتهزهم عواديه .
احترمت خيارك الأخير حين أعتذرت عن ترؤوس لجنة صرف مرتبات المنطقة الرابعة ، في حين تهافت الأخرون عليها مستبشرين فرحين بفتح باب جديد من أبواب الفساد والسرقة .
أحترمت أعتذارك حين عللت السبب ، فاخترت أن تكون عونا للجندي البسيط في تسهيل وإستلام مستحقاته بطريقة صحيحة ونظيفة في حين أختار الأخرون أن يكونوا عونا لأبليس ولأنفسهم الأمارة بالسوء للسطو على حقوق ذلك الجندي أو الضابط الذي باع متاع بيته ليطعم أوﻻده .
أحترمت خيارك حين أعتذرت عن ترؤوس لجنة صرف مرتبات المنطقة العسكرية الرابعة ، حين أصريت أن يكون الإجراء صحيحا ، والطريقة سليمة ، حين اشترطت أن يكون دفع المرتبات من خلال شركات الصرافة المعتمدة بعد تزيدها بقوائم مرتبات منتسبوا المنطقة الرابعة كل باسمه ورتبته ووحدته العسكرية ، في حين أصر مقاولوا الأنفار على أن يكون الصرف بطريقتهم التي تفوح فسادا ولصوصية وسرقة ، وهي الطريقة القديمة الجديدة ذاتها (200 جندي أو مقاوم فعلي والباقي وهمي ﻻيعلم أحد عنهم شيئا سوى الله ، وقائد الوحدة العسكرية ،وكاتبه المالي ، والراسخون في العلم فقط ، أما الأموال فهي تعرف طريقها جيد إلى أين ستذهب؟؟؟ .
وفي الأخير اعتذر منك أخي العزيز ومن كل شريف في هذا البلد لأننا في قطيعة معهم ، فقومنا ﻻيعلون من شأن الشرفاء المخلصين لأن أعناقهم لاتشرئب إﻻ بالصوص المجرمين .
سعيد النخعي
عدن 4/ ديسمبر /2016م