.
كتب:أكرم العزبي
إن المتابع لما تتعرض له مدينة حلب السورية من عمليات إبادة جماعية من قوات نظام الأسد المدعومة بسلاح الجو الروسي مع الصمت الذي تنهجه واشنطن ليدرك جليا بأن حلب هي حلقة الوصل التي تقرب الفجوة التي تقع بين حكومتي موسكو وواشنطن.
لاشيئ يدعو للغرابة بشأن ما تتعرض له حلب هذه الأيام تزامنا مع نهاية ولاية الرئيس الأمريكي أوباما واقتراب تسليم مقاليد الحكم للرئيس الجديد للبيت الأبيض دونالد ترامب والذي تربطه علاقة وطيده مع النظام الروسي الذي يدعم نظام الأسد.
إن الصمت الذي الذي يعيشه البيت الأبيض بشأن حلب وأهلها ومايتعرضون له من جرائم ضد الإنسانية ليس إلا قربانا تقدمه واشنطن -ممثلة بالرئيس الجديد لها -لكسب ود موسكو وسد الفجوة التي صارت بينهما .
من خلال المتابعة الجيدة لسياسة ترامب يتضح مدى طموحه لترميم العلاقات المهترئة مع النظام الروسي وهو الأمر الذي لم يفعله أي زعيم للولايات المتحدة الأمريكية من ذي قبل .
إن التدخل السافر لروسيا ضد أبناء سوريا والذي تباركه الولايات المتحدة الأمريكية ينذر بالخطر ويهدد أمن الشرق الأوسط وإمكانية اتفاق واشنطن وموسكو للتدخل في بعض الدول العربية والتي تشهد صراعا كبيرا ومنها اليمن.
ترامب هو الخطر القادم والذي سيستكمل ما بدأه نظيره الروسي في دعم الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة العربية والتي تمارس الإجرام في حق شعوبها.
ختاما إننا أمام تحالف دولتين عظيمتين هدفهما العبث بالشرق الأوسط ومحاولة خلخلة التماسك الذي يربط بين دول الخليج والتي باتت تشكل قوة لايستهان بها من منظور هاتين الدولتين ..ولم تكن حلب سوى تلك الحلقة التي ستربط بين هاتين الدولتين وتعيد ترميم علاقتهما ببعضهما.