شفيع العبد
حتى الدول الأكثر أمناً لم تنج من الإرهاب، ونسمع عن عمليات ارهابية في هذه البلد او تلك!.
كلام تلوكه الألسن التبريرية، عقب كل عملية ارهابية تضرب مدينة عدن، منذ تطهيرها من الجحافل العسكرية لمليشيات الحوثي والمخلوع صالح، واخرها العملية القذرة التي استهدفت الجنود في الصولبان صباح اليوم، وهم يبحثون عن رواتبهم، راح ضحيتها مايقارب الخمسين قتيلاً ومايزيد عن ثمانين جريحا.
التبريريون، أناس باحثون عن مصلحة ما، او مدافعون عن مصلحة بحوزتهم، إذ انه "لا مصلي إلا وطالب مغفرة"، بحسب المثل الشعبي ذائع الصيت.
الإرهاب لم يتوقف، ولن يتوقف في مدينة مازالت تنفض عن نفسها غبار المعارك العسكرية، وتبحث بكل قواها المنهكة عن الدولة التي غاب حضورها كثيراً في صورة مؤسسات فاعلة تلبي احتياجات المواطن، وفي مقدمتها اعادة شيء من الأمن والاستقرار.
عمليات ارهابية تتكرر في المدينة، حتى تكاد أنها تتشابه في السيناريو، فمناطق الاستهداف هي ذاتها، والتوقيت، حتى الضحايا هم انفسهم مع فارق الاسماء، والسبب الذي دعاهم للتجمع في المكان، والاجراءات التي تتم عقب العملية.
كل ذلك يبدو نسخة طبق الاصل، لكن التكرار الذي يتعلم منه الحمار، لم نتعلم منه بعد، ونكرر طريقة تعاملنا مع الأحداث، على ان ما يميزنا في كل مرة يضربنا فيها الارهاب، الكيفية التي نتبادل فيها الاتهامات، ورميها جزافاً دون دليل مادي، لكن استجابة لنداء الخصومة التي نحملها بدواخلنا، وكل فريق يصفي خصومته على طريقته المفضلة.
كل فريق يُحمّل الآخر المسؤولية، ويستغل دماء الضحايا للبحث عن انتصارات اعلامية وسياسية هابطة. في الوقت الذي يستعد فيه الجاني الحقيقي لتنفيذ عملية جديدة، مستفيد من الظروف الموضوعية المتاحة أمامه.
وفق مفهوم الارهاب واهله؛ الكل مستهدف، لكن هذا الكل، لم يصل بعد الى مرحلة الوعي الذي يؤهله لحماية نفسه ومجتمعه من الخطر المحدق به.
السلطة الشرعية تتحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه مايحدث، ومن يجتهد للتقليل من مسؤوليتها، انما يصطف الى جانب الجناة، وعليها ان تفتح تحقيق جدي وشفاف، واحالة المقصرين الى التحقيق.
بالمقابل، على القوى السياسية والاجتماعية والحقوقية والاعلامية وكل شرائح المجتمع في المدينة، توحيد جهودها اتجاه محاربة التطرف والتحريض بوصفهما بوابات ينفذ منها الارهاب صوب المجتمع، ونبذ كل داعية تطرف وتحريض، ولو كان مدون فيسبوكي.