جمال أنعم
الأعزاء ادارة وطاقم سهيل وكل الإخوة الذين حضروا منذ البدايات رفاق عمل وأمل وعناصر دعم وإسناد وروافع تأسيس وشركاء تعب ونجاح ولوم وخذلان
تحية لائقة بقدركم وبقيمة سهيل وبمستوى الجهد والحضوروالإنتشار
لم يكن سهلا على سهيل اختراق هذا الفضاء المحتكر من قبل مراكز القوة والسلطة والمال والفساد وزاد الأمر صعوبة انها اصلاحية الوجه والإتجاه وكان هذا كافيا كي تصنف ضمن مهددات النظام والتيارات الثأرية المتواطئة
كان اقتحام هذا لمجال وهذه الصناعة ا من اهم التحديات سيما في بلد احتكر فيه النظام التعبير ووسائله المرئية والمسموعة والمقروءة على مدى عقود ولم يسمح بسوى هامش بسيط ومحدود لابهدد الأمية الحاكمة ولا يتجاوز خطوطها المفروضة الصناعة الإعلامية في اليمن لم تكن مزدهرة على النحو الذي يؤهل لانطلاق قنوات جاهزة وعلى مستوى لائق من الاحتراف والإمكانات المطلوبة والحرية اللازمة للابداع وكانت سهيل بنت تطلع كبير وحال فقير ووضع حقير
وقدر لها ان تبدأ من حيث أمكنها البدء وأن تسير في الفضاءبشروط شادة للأرض لا تعين على التحليق بعيدا والطيران في فضاءات اكثر رحابة
كانت بنت الشظف والخيارات المحدودة والقدرات المتوفرة بعناء ومغالبة وكانت بنت تعقيدات كثيرة وتجاذبات ينتزع فيها التمويل القرار والخيار والتعيينات حد التأثير على السياسة العامة للقناة عموما ومستوى الأداء وطبيعته
اكتب من مكان قريب لسهيل أزعم اني شهدت منه الكثير في مسارها العملي وإشكالات البقاء والإستمرار
مرت سهيل بمراحل عديدة وعانت كثيرا ادارة وعاملين عانت من خارجها ومن داخلها عانت من تعدد مراكز القرار وعانت من تخلف الرؤية وضعف القدرة وعانت من شروط واقعها واشتراطات اهلها وكابدت من حملات التبخيس والتصنيفات الجائرة التى تحاكم المعتقدات والأفكار ولا تحتكم الى موجبات الدستور والقانون والحقوق والحريات المكفولة ولا الى مقررات المهنة وأخلاقياتها عموما
لقد استمرت سهيل حاضرة مواجهة كل سياسات التغييب والحضر
وظلت منيرا قويا معبرا عن اليمن واليمنيين
في كل الجهات وانتهجت خطا وطنيا متعاليا على العصبيات والنعرات والهويات والمشاريع الحقيرة المدمرة
وعملت على تعزيز الروح الوطنية ومواكبة حركة التسييس التى قادها المشترك وأسهمت في تعزيز ثقافة النضال السلمي واشتغلت في قلب الهم الوطني العام وكانت منذ كانت صوت اليمن الكبير في مواجهة الاستبداد بكل تجلياته وتمثلاته
وطوال فترة الثورة ومنذ تفجر الغضب الشعبي العام ضد نظام صالح ومنذ اخذت انسام الربيع العربي بالهبوب ظلت سهيل صوت الجماهير المطالبة بالتغيير
وشكلت واجهة لتقديم كثير من وجوه النضال ورموز الثورة ونشطاء المجتمع بكل اختلافاتهم وتبايناتهم
لم تنغلق على خطاب احادي ولم تتبنى رؤية الحزب الواحد كنت ترى الجميع في سهيل
حتى اولئك الذين تحولوا الى مسوخ حاقدة تشتم سهيلا واربابها حين وجدوا أن الوقت قد حان لكي يطهروا من لؤم الفعّال ما يثبت كذب المقال
الوقوف على تجربة سهيل بكل تفاصيلها يعين على تقديم منطورات اكثر موضوعية واقل اجحافا وتعسفا
والحكم علًى مسار سهيل يقتضي النظر الى زواياعديدة شكلت القناة من البداية الى اليوم مثل تحدي مجيئها من داخل الاصلاح كمبادرة اولى بكل مايعنيه ذلك من حمولات وتعقيدات وثقالات وأعباء ذاتية وعامة وإشكالات فكرية ومنهجية ومهنية الى غير ذلك من الصعوبات
وكذلك كونها تأتي في ظل انعدام هذه الصناعة على الساحة الوطنية واحتكارها من قبل النظام منذ بدات وكونها كذلك تنطلق ضمن سياق وطني وسياسي متفجر وضاج محتدم ومليء بالحرائق والاختناقات والتوترات بين نظام صالح وقوى المشترك وطموحات الشارع المطالَب بالتغيير
كان على سهيل ان تعمل ضمن فضاء مختنق وضمن ظروف ليست سهلة وكانت التداخلات في مراكز القرار تعكس نفسها على اداء سهيل وتسهل وقوعها في التعثر والخطأ والارتباك وفقر الرؤية والروح والمهارة
ونفي المعيارية وتقديم السهل غير المكلف وتسويغ التضحية بالمهنية العالية بذرائع لاتنتهي تخنق السائل المتطلع الى الجودة والتميز وتجبر على الصمت وتقبل المعروض لا المفروض ورغم كل مايمكن ان يقال سلبا عن سهيل نقدا عن خبرة و دراية وفهم واستقراء مديد ومتابعة مستمرة فاحصة منصفة
رغم مايمكن ان يقال لها وعليها
تظل سهيل وثبة كبيرة في المجال الخاص والعام وتجربة قوية تحدت واقعها الحزبي والوطني وقاومت كثيرا من المحبطات والمثبطات
ومثلت محضنااعلاميا لكثيرمن الشباب المرموقين في هذه الصناعة ومازال لنا فيها اخوة زملاء مبدعون يغالبون من اجل الاستمرار يعملون بروح باذلة ووعي مستوعب لمعنى مواصلة العمل في ظل هذا الشلل الذي اصاب مؤسساتنا الاعلامية المتعددة بفعل التجريف الذي قام به حلفا الإنقلاب
ويقيني ان هناك الكثير ممن
ممن استفادوا من سهيل وتطوروا من خلال عملهم الدائب فيها والاستفادة من الخبرات المتاحة فيها وان لديهم الكثير مما لم يقولوه انصافا بعد لسهيل امام التناولات المجحفة الناطرة بعين السخط لكل شيء
ومما يستدعي الذكر هنا ما قدمته سهيل
على مستوى رفد الساحة بكوادر مؤهلة مدربة
بدأوا في سهيل وانتهوا في قنوات محلية وعربية مراسلين ،مذيعين ، مخرجين .مصورين .فنيين . وغير ذلك
وهو مايعني رفد الصناعة الاعلامية المرئية بالعديد من عناصر القوة والفاعلية
ويقيني ان سهيل راكمت خبرات كفيلة بجعلها اكثر انفتاحا على التغيير والتطور اكثز
والانفلات من آسر الجمود والرتابة ويقيني ان سهيل تحتاج الى كثير من المعالجات لإشكالاتها المادية والفنية والإدارية وتبني سياسات اكثر حرية ومهنية ومن اجل ذلك احد انه من المهم احراء حلقات نقاش مفتوحة حول اداء القناة عموما يشارك متخصصون اصحاب خبرة قادرون على مدها بما يمكنها من تقديم الأفضل ومنافسة غيرها في الحضور والتأثير والوصول الى جمهور واسع وعريض
تحياتي لكل الزملاء في سهيل الثورة والمقاومة والتى ستظل لليمن عنوان