.
د كمال البعداني
خطاب الرئيس السابق يوم أمس لم يكن موفقا على الإطلاق من وجهة نظري وقد وجد انتقادات واسعة حتى من داخل حزب المؤتمر نفسه . الناس تبحث عن لقمة العيش الناس تبحث عن من يوفر لها الطعام في هذه الظروف القاسية تبحث عن السياسي الذي يتكلم عن معانات الناس ويقترح حلول وطرق لمعالجتها وليس الدعوة إلى مزيد من الدماء والانتحار الجماعي . عندما استمعت إلى خطابه المفزع يوم أمس وانا الذي لم أسمع له من قبل مثل هذا الكلام وبهذه الصورة المباشرة تذكرت قصة حدثت في القرن السادس الهجري في بلاد حجة حيث دعا السيد أحمد المرتضى لنفسه بالإمامة وفي الكثير من الأحيان كان يظهر في اليمن أكثر من إمام في نفس الوقت فتحصل التصفيات حتى تستقر الأمور لإمام واحد .. تبع الإمام الجديد الكثير من القبائل في تلك المناطق ومن مناطق بعيده كذلك ولسوء الحظ اجتاحت اليمن في تلك الفترة مجاعة كبيرة فتوجه الكثير من رجال القبائل هناك إلى الإمام (أحمد المرتضى ) لتبحث عن طعام وهو الذي يستلم الزكاة وغيرها من الناس وكان من ضمن الذين وفدوا عليه أحد نقباء بكيل ومعه عشرة من أصحابه فلما دخلوا عليه شكوا له حالتهم وطلبوا منه أن يحول لهم بطعام من المدافن التي لديه ولكنه زجرهم وقال انتم حسكم عند بطونكم وما يهمكم الدين الذي يتعرض للخطر من النواصب فقد كثر النواصب بينكم فمن أحضر ناصبي إلينا أمرنا له بنصف قدح من الطعام فلما سمع النقيب هذا الكلام التفت إلى أصحابه العشرة وقال اخرجو يا خبره إلى الخارج أريد أكلم مولانا الإمام بكلام خاص فلما خرجوا قال النقيب يا مولانا انت قلت من يحضر ناصبي إليكم اعطيتموه نصف قدح من الطعام والآن أريد منكم تحولوا لي بخمسة اقداح طعام فقال الإمام لماذا ؟ فرد عليه النقيب وقال خبرتي العشرة الذي في الخارج كلهم نواصب هيا حاسبونا فضحك الإمام وقال إنا تشتي تضحك علينا يا نقيب ؟ فرد عليه مثلما انتم تشتوا تضحكوا علينا ونجلس نتلاحق مع اصحابنا من جبل إلى جبل ومن بيت إلى بيت وبطوننا فارغة يا مولانا احنا جينا ندور من عندكم طعام أما الدين فهو محفوظ من رب العالمين . بعدها أمر لهم الجميع بنصف قدح من الطعام لكل واحد وطلب من النقيب أن لا يحدث أحد بما دار بينهم #كمال_البعداني .