"
موسى المقطري
حرص الحوثيون وحليفهم المخلوع منذ بداية انقلابهم على إظهار الفرح لدى أسر قتلاهم عبر وسائل الاعلام ، ويكاد المشاهد او المستمع يقتنع أن كل ما يراه أو يسمعه هو أحد وجوه الحقيقة ، في حين أن للحقيقة وجه أخر .
باستخدام التهديد يلزم الحوثيون أُسر قتلاهم على إظها الفرح أمام الكامرا ، ويحبرونهم على استقبال نساء مختصات عملهن القيام بالزغردة اثناء تواجد الكامرا ، وكأنها علامات الفرح الصادرة من اسر القتلى .
ما بات يعرف شعبياً بـ "كتيبة المزغردات" هنَّ مجموعة نساء يعملن بالأجر مدربات على إطلاق أصوات الفرح التي اعتدن على اطلاقها في الافراح ، ويقمن باطلاق نفس الاصوات أثناء إخراج جنائز القتلى ، و يرافق ذلك بالضرورة تصوير لوسائل الإعلام الانقلابية بهدف رفع معنويات المقاتلين ، وخاصة بعد انهيارات كبيرة تشهدها جبهاتهم وتقدمات كبيرة حققتها قواتنا المسلحة الشرعية .
يسعى الصف الانقلابي للتماسك في ظل ضربات موجعة يتلقاها على الصعيدين السياسي والعسكري ، ويحاول مهندسوه إظهار هذا التماسك الوهمي عبر تصرفات متعددة منها "كتيبة المزغردات" ويلزمون أهالي القتلى بالتحدث امام الكامرا باستعدادهم إرسال ما تبقى من أولادهم لجبهات الموت! ، والحديث أن الأسرة قد قدمت العديد من القتلى سابقاً ، وإظهار الفرح والسعادة على مراسم الدفن أو العزاء ، ويتعرض من يرفض هذه الاوامر لعقوبات تفرضها المليشيا بعيدا عن اي رقيب او وازع .
سيستفيق كثير من الواهمين على حقيقة مرَّة أودت بخيرة شبابهم وأطفالهم الى محارق الموت تحت شعارات جوفاء مقيته ، زادتها السلالية والطائفية سواداً إلى سوادها ، وسيكتشق المخدوعون لاحقا حجم التغرير والتدليس والكذب الذي عاشوه ، وليتهم يفعلون ذلك اليوم قبل الغد .
دمتم سالمين .