رفيقة الكهالي
نشر رئيس الوزراء أحمد بن دغر مقالاً على صفحته الرسمية بالفيس بوك تحت عنوان " إلى المعتدين .. إلى المتمردين " .
حقيقة من يقرأ المقال للوهلة الأولى يخيل إليه الرحمة في ظاهره ، ولكن بقليل من التدقيق يتضح أنه ليس إلا باباً للعذاب وإعلان حرب على المواطنين و" الغلابا " والجائعين، وما أكثرهم ، فهو ببشرنا بإطالة أمد المعاناة ، وضياع الحقوق بين "حانة" الحوثي والمخلوع و"مانة" الرئيس هادي ورئيس حكومته بن دغر .
إن كمية التبريرات والتنصلات والمماطلات وغياب الشفافية هي العنوان الأبرز لأداء الحكومة والإنقلابيين على حد سواء في المقال والواقع، فكلا يواصل نتف ريش هذا الشعب ودق عظامه بالتجاذبات تارة وبالكم الهائل من التناقضات والمغالطات والتنصل من المسؤولية تارة أخرى .. !!!
كيف ذلك ؟ ..
لنبدأ أولاً بلغة العجز التي ظهر بها أو أراد أن يظهر بها بن دغر لتبرير فشله في صرف إستحقاقات الناس من الرواتب وغيرها من الخدمات ...
إذ كيف يخاطب المعتدين والمتمردين كما يصفهم وهم كذلك بالفعل ، ثم يدعوهم الي التجرد وتحييد موارد الدولة وتغليب المصلحة العامة ،
فأنى لمتمرد أن يسمع ويسلم طواعية وأنى لحكومة أن تنتظر كرم أخلاق متمرد سارق ناهب قاتل .... !!!!
يعترف بن دغر بفشل سياسته المالية والإقتصادية التي إتبعتها كحكومة طوال سنة ونصف من الحرب ، تلك السياسة التي قضت بإرسال كل الإيرادات الي البنك المركزي بصنعاء المسيطر عليه الإنقلابيون ،،
كيف نفهم سياسة هذا الرجل ومن سبقه وهو يقول بالحرف الواحد أنه تم إيداع الإيرادات في البنك المركزي بصنعاء حتى ( إستكملتم نهبه ونهب إحتياطاته من النقد الأجنبي ) ... وما بين القوسين كلامه .
إذن لماذا مولت هذه الحكومة البنك بصنعاء ثم
لماذا إنتظرت حتى تم نهب الدولار الأخير من هذا البنك ثم لماذا نقلت البنك الي عدن بدون إجراءات مالية تؤدي الي سلامة هذا النقل ،،،
ثم لماذا بعد سبعة أشهر يعود رئيس الحكومة لمطالبة الإنقلابيين بتوحيد حافظة البنكين بحافظة واحدة هي حافظة بنك الشرعية ..
ولم يوضح لنا هل سيستجيب الإنقلابيون لذلك ، وكيف ستتم هذه العملية، وما الضمانات، ولم " اللغيج والملغاجة " من جديد ..
حقيقة هذا التخبط الذي يعيدنا الى نقطة الصفر ، إما أن النقل فشل وعاد ليستجدي أو أن هناك حلاً ما يطبخ في الكواليس لتهيئة الشارع بالتجويع لقبوله أو أن الذيل يلعب، ولعب الذيل ستكون مشكلة المشاكل والطامة الكبرى ولا نستبعد ....
...
بن دغر يصرخ بأنه لن يستطيع الإلتزام بدفع كل الرواتب ونصف موارد البلد بيد خصوم الحكومة كما قال ...
لنسلم بذلك ولكن هل سلمت الرواتب لكل المناطق التي تسيطر عليها الشرعية ، يبدو أن الدكتور يتناسى حقيقة أن موظفى تعز مثلا بدون رواتب منذ ستة أشهر إلا ما حصل من إنفراجة بتسليم راتب واحد للتربية فقط ولبعض المديريات وليس كلها وبعد مظاهرات ومسيرات مازال الشارع يغلي بها . .
وإذا كان رئيس الحكومة يحتج على الإضرابات والإحتجاجات التي إشتعلت بمناطق الإنقلابيين بسبب تأخير الرواتب وعدم صرفها، ويقول أن الرواتب ليست للإستخدام السياسي والمتاجرة بأقوات الناس .. .
فماذا نسمى فشل هذه الحكومة في صرف رواتب الموظفين في مناطق الشرعية .. . أم أن الأطفال الجوعى وأسرهم توظف الحدث ضد البطون الشابعة في عدن ....
سؤال آخر يوضح حجم التناقضات .. مادام أن الإنقلابيين نهبوا البنك وعاجزين عن دفع رواتب الموظفين وأصبحت المحافظات المسيطر عليها الإنقلابيون تغلي غليانا ..
فلماذا سارع بن دغر لصرف مرتبات صنعاء قبل تعز وقل مثلها على بقية محافظات الشرعية التي حرمت من الرواتب ..
هل كان الهدف إنقاذ الإنقلابيين قبل الإنفجار الكبير أو للإستهلاك الإعلامي أم لربح الجولات أم إستشعاراً للمسؤولية ..
فإن كانت الأخيرة فأيضاً لماذا تركت بعض مناطق الشرعية تموت جوعاً وهي تحت سيطرة الشرعية ومسؤولة عنها من باب أولى بالضرورة ... ..
وجه آخر من حقيقة التخبط الحاصل في أداء الحكومة وهو " غياب مبدأ الشفافية " . ففي الوقت الذي يطالب بن دغر المتمردين في مقاله بإعادة 581 مليار ريال حصيلة الإيرادات للعام الماضي فقط غير ما فرضته تلك الميليشيات على شركة الإتصالات والمؤسسات التجارية الكبرى والتي ذكر أنها كافية لدفع المرتبات لتسعة أشهر كاملة ....
إذن .
لماذا لم يذكر نصف الإيرادات الأخرى والتي أعترف أنه يتحصل عليها في عدن ...
أعتقد من حقنا كشعب معرفة حجم إيرادات البنك المركزي بعدن وعوائد النفط والموانئ والجمارك وغيرها من المؤسسات الإيرادية ، والهبات والمساعدات التي يتقدم بها الأشقاء والأصدقاء في الخليج وغيرهم وآخرها العشرة مليار دولار السعودية .. ...
أختم بأننا نعرف وضع البلد الكارثي وصعوبة المرحلة ولكننا نعرف أيضاً أن بالإمكان تجاوز هذه المرحلة .. والحكومة ليست معنية بالعودة للوراء، إنما بالنظر الى الحاضر والولوج للمستقبل .. وتحتاج إرادة وإخلاص وتجرد من الشرعية قبل غيرها .
لا عذر لبن دغر أمام الشعب ..
لقمة العيش إن لم يستطع توفيرها ، وإن لم يستطع تحشيد الإمكانيات المتاحة وهي كثيرة لخدمة المواطنبن وكفالة أبسط حقوقهم فعليه أن يستقيل أكرم له وأشرف ،
وليسلم الراية الى غيره .
لن تعدم اليمن من ينهض بها ويكف عن التخبط والنياحة وصرف الأعذار والتنصل وإعادة إنتاج التوهان . . أليس كذلك ... دمتم بخير .....
#تعز_محافظة_المنكوبة
#ثورة_الجياع
#أين_راتبي
#رفيقة_الكهالي
https://www.facebook.com/rafiqhalkohaly