.
د كمال البعداني . .
منذ سقوط بغداد 2003م خرج المارد الإيراني من القمقم واستلم العراق ثم أخذ يتطلع إلى ما بعد العراق ووجهته الرئيسية معروفة . الحرب الحالية في اليمن دخل فيها أكثر من لاعب أحدهم إيران بالطبع ولكن لاعب رأس الحربة هي السعودية تليها الإمارات وكالعادة في كل الحروب تكون هناك آثار وتبعات معجلة و مؤجلة تبعا للنتائج ولا تنحصر هذه الآثار في البلاد مسرح العمليات العسكرية وحسب بل تشمل المحيط المجاور بالكامل بل وإلى أبعد من ذلك السعودية مثلا تدرك تماما انه في حال انتها الحرب في اليمن بتقسيمه وتجزئته فإن ذلك يعتبر أكبر خطر عليها من كل الوجوه وتكون قد قدمت اليمن لإيران على طبق من ذهب كما حصل في العراق إيران متواجده في الجنوب كما هي في الشمال وتحت عناوين مختلفة وهذا معروف للجميع فقادة مايسمى الحراك مقرهم الدائم الضاحية الجنوبية لبيروت وقنواتهم هناك . اليمن المقسمة إلى قسمين أو ثلاثة ستكون ملعب سهل لإيران ولغير ايران والعكس صحيح ونحن في الحقيقة لا نلوم إيران أو غيرها فأي دولة لها طموح وتطلعات فهي تبحث عن مصالحها ووجودها في أي مكان وتستخدم كافة السبل من أجل ذلك . السعودية تدرك تماما أن موقفها من وحدة اليمن في الوقت الحالي يجب أن يكون عكس موقفها في حرب الإنفصال عام 1994م ففي ذلك الوقت لم تكن إيران في العراق ولا في البحرين ولا في لبنان ولا في سوريا كان ما يزال أمامها آن ذاك سدا منيعا (عراق صدام ) هذا هو تفكير السعودية الطبيعي في الوقت الحاضر أو الذي ينبغي أن يكون وهو عكس التفكير الإماراتي في اليمن المهووس ببعدين عقائدي واقتصادي أما البعد الأول فهو محاربة الإخوان والسلف (ماعدا نوع معين من السلف ) وتحت هذا الهوس الجارف ضغطت بكل قوتها لتسليم مقاليد الأمور أو معظمها في المناطق الجنوبية وخاصة عدن لرجال يتبعون الحراك (فصيل إيران ) وقادتهم في الضاحية وكل هذا في نظر إبو ظبي لا يهم طالما وهم سيؤدون الغرض المطلوب في محاربة من تريد وهذا هو التفكير السطحي المبني على احقاد لا على استراتيجية معلوم ابعادها وتبعاتها وعادة ما يندم اصحاب هذا التفكير ولكن بعد فوات الأوان لذلك انا على ثقة أن دول الخليج بالكامل وبعد أن رأت من إيران ما رأت لو قدر للزمان أن يعود إلى الخلف لتمسكت بصدام حسين بكل قوتها مهما كانت أخطائه وعيوبه ولما سعت بكل قوتها لإيصاله إلى حبل المشنقة .. البعد الثاني للإمارات هو البعد الاقتصادي المتمثل بميناء عدن بالذات وهي تتصور أنها لن تنجح في البعدين إلا من خلال انفصال اليمن ولا يهمها بالطبع مصير اليمن أو حتى حليفتها السعودية وهذا هو التفكير السطحي كما قلنا لذلك هي تدفع بكل قوتها وعن طريق رجالها في عدن وحضرموت على محاربة الرئيس هادي ورجال حكومته وكل من يفكر بتفكيرهم تجاه وحدة اليمن من أي مكان كان كما عملت على أبعاد ومضايقة أبناء المناطق الشمالية في عدن بكل الاساليب والطرق وهي نفسها الأساليب التي مارسها الحزب الاشتراكي قبل حرب الإنفصال فذاكرة أبناء اليمن ليست مثقوبة ومن المعروف للجميع أن مسمى ( الحراك ) وخاصة الحراك الإيراني ماهو الا نسخة معدلة من الحزب الاشتراكي اليمني (الجناح الانفصالي ) والذي يدرك تماما انه غير مقبول في المناطق الجنوبية على الإطلاق لذلك نزل الملعب بمسمى جديد ولبس جديد ولكن تفضحه طريقة اللعب فهي نفسها طريقة الرفاق .. حفظ الله اليمن أرضا وإنسان ومزق الله من يريد تمزيقها #كمال_البعداني