شن الاخ علي البخيتي هجوما شديدا عل وزير الثقافة السابق الأستاذ خالد الرويشان وما ذاك إلا بسبب انتقاد الوزير له على مبادرته التي دعا فيها إلى الإنفصال بين الشمال والجنوب من أجل حل ( مشكلة ) اليمن كما أسماها ونتيجة لذلك شن البخيتي ضده هجوم عنيف ووصفه بدوشان صالح وحامل ( المبخرة ) له عندما كان وزيرا للثقافة وقال أن ثقافته سطحية وإلى غير ذلك من الأوصاف .
انا هنا لن أتطرق إلى مبادرة البخيتي ومن يقف خلفها ولا من تخدم في هذا الوقت وكيف تم تجهيز الكتاب مسبقا لتأييدها لا لن أتطرق لذلك وسوف اترك ذلك للقارئ اللبيب وحتى غير اللبيب فقط عليه أن يتجول في الكثير من الصفحات على مواقع التواصل وسوف يعرف مصدر الرياح بسهولة اما انا فسوف اسلط الضوء هنا على ما قاله في حق الأستاذ خالد الرويشان فأقول لم تعش صنعاء بل ومعظم المدن اليمنيه ازها فتراتها الثقافية والأدبية منذ أمد طويل مثلما عاشتها في فترة خالد الرويشان عندما كان وزيرا للثقافة.
ثلاث سنوات وبضعة أشهر وهي فترة توليه حقيبة الثقافه كانت كفيلة بإحداث حراك ثقافي وادبي في اليمن لم يسبق له مثيل مما جعل الجامعة العربية تعلن صنعاء عاصمة الثقافة العربية لعام 2004م ليس لأنه كان وقتها وزيرا للثقافة والسياحة فحسب وإنما بسبب الكاريزما التي تتمتع بها شخصية هذا المثقف الوزير وليس الوزير المثقف كما قال ذالك الكاتب على الأمير ذات يوم في مقال له بعنوان (المثقف الوزير خالد الرويشان ) .. في عام 2004م وما بعدها في عهده تم طباعة 900 عنوان لكتب ودواوين مختلفة مثل دواوين البردوني والمقالح ومجلدات يمانيون في موكب الرسول للفرح والأعمال الكاملة لشاعر كريتر لطفي جعفر أمان وكتاب الإكليل للهمداني . والحياة الاجتماعية ومظاهر الحضارة في سرو يافع .
والمجموعة الكاملة لعبد الله باوزير . وهذه أمثلة فقط وهناك مئات من الكتاب المبدعين ما كانت أعمالهم لترى النور بسبب حالتهم المادية لولا دعم وتبني الوزير لها . في عهده تم تأسيس وإنشاء العديد من المسارح وبيوت الثقافة مثل مسرح الطفل ومسرح الهواء الطلق في صنعاء القديمة ومسرح علي أحمد باكثير في حديقة 26 سبتمبر ومسرح في المكلا وسيئون والمهرة وشبوة وغيرها من المحافظات . في عام 2004 م أقيمت أكثر من (700 ) فعاليه ثقافية مختلفة في صنعاء والكثير من المدن اليمنية . استضافة وزارته 1960 مثقفا يمنيا وتم تكريم المئات منهم كما تم تكريم 470 مثقفا عربيا وأكثر من 150 فنانا يمنيا وعربيا ..احتضنت صنعاء في عهد الرويشان مؤتمر وزراء الثقافة العرب وبعضهم قدموا بطائراتهم الخاصة . في عهده تم ترميم 1500 بيت من بيوت صنعاء القديمة . في عهده تمت طباعة كتب يمنية لأول مرة وكانت مغيبة بقصد أو بدون قصد .
لقد عمل الرويشان في تلك الفترة على ربط الإنسان اليمني بثقافته الوطنية والإسلامية قديما وحديثا طبع الكثير من مذكرات الثوار والمناضلين اليمنيين من كل أنحاء اليمن فيكفي أن نعرف انه وجه بطباعة عشرات الآلاف من كتاب ( الطريق إلى الحرية ) للمناضل العزي صالح السنيدار رحمه الله والذي سلط فيه الضوء بطريقة ممتعة وشيقة على الكثير من الأحداث الوطنية في اليمن من بداية القرن الماضي حتى قيام ثورة 1948م .كل هذه الأعمال لا يقوم بها إلا رجل يقدر الحرف ويقدر الكلمة والمعلومة ويقدر حملتها وهذا هو خالد الرويشان صاحب كتاب ( كل هذا البهاء. . كل هذا العناد ) نصوص على هامش صنعاء 2004م .. هذا هو الرويشان الذي وصفه علي البخيتي بأنه دوشان وثقافته من صحيفة الثورة .
طبعا انا اعذر الأخ علي البخيتي فربما انه كان مشغول بثقافة أخرى غير ثقافتنا اليمنية والعربية ولذلك قال هذا الكلام . على العموم إن كانت تلك الأعمال يقوم بها دواشين فيارب أكثر من الدواشين في اليمن وإن كان حملة المباخر من هذا النوع اللهم زد وبارك .. أخيرا اقول للأخ علي البخيتي ما قاله الشاعر الجاهلي زهير ابن أبي سلمى.
فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم.
لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ