موسى المقطري
منذ انتفاشة الحوثيين وصالح لم يجد اليمنيون خيراً البتة ، وكل يوم تمر منذ ذلك التاريخ الاسود تضاف المزيد من المأسي الى فاتورة الموت والدمار التي تحتل جهات الوطن الأربع .
في مسيرة الموت والدمار التي انتهجتها مليشيات الانقلاب المقيت جرفت في طريقها منزل إمراءة مسنة في أرحب ، فهدمت منزلها ، وشردت آسرتها ، وهي في يوم صيامها ، وكلنا شاهدنا قهرها ودعائها المشهور على هذه المليشيات سيئة الصيت .
"الله يجعلهم طايحين في الجبال"
هكذا دعت عليهم تلك المسنة المقهورة بعد أن شرحت أفعالهم الاجرامية في منزلها وأسرتها ، ولم يلتفتوا لدعائها بالتأكيد كعادتهم ، لكن القاهر والعادل والمجيب كان أسرع منهم ليرد لها مظلمتها ، فاصابتهم تلك الدعوة ، فانتشروا في اليمن يحملون وهماً بالسيادة بقوة السلاح .
تتابعت الاحداث ، وانطلقت المقاومة ، وتدخل الاقليم ، ودخلت البلد في حرب لاستعادة الشرعية التي أسقطها حلف الانقلاب المشؤم بركنيه ، وتحققت دعوة تلك المسنة المظلومة ، فتناثرت جثث الانقلابين في السهول والجبال والمدن تحت ضربات المقاومة والجيش وطيران التحالف العربي .
لكن الملاحظ أن قتلاهم في الجبال كانوا ولازالوا الأكثر ، وكلما قرأنا أو سمعنا عن معركة في جبل من جبال اليمن أكدت الأخبار انهم يتركون جثثهم متناثرة ، وقتلاهم مرمين في الجبال ، وهذه الترجمة العملية لمصطلح "طايحين" الذي استخدمته تلك المسنة المظلومة في دعائها عليهم .
لعل في تأخير الحسم في جبهات المواجهة مكسباً على المدى الطويل ، ويتمثل ذلك المكسب بمقدار الضربات العسكرية التي يتلقاها الانقلابين سواءً على صعيد الأفراد من مختلف المستويات القيادية ، أو الاسلحة التي تُستنفذ او تُدمر .
سيظل الانقلابيون "طايحين" في جبال اليمن ، تصيبهم دعوة المظلوم ، وتجرفهم رغبتهم في السيادة إلى محارق الموت ، وتسوقهم أقدارهم لتحقيق العدالة الألهية في الدنيا قبل الأخرة ، ولن يجدوا خيرا ما داموا صنعوا الشر، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
دمتم سالمين .