في كل يوم نسمع أن وزيرا من وزراء المخلوع قد ضُرب وأخر من وكلائه يُجر بآذانه أو تلابيب ثيابه حتى يطرد من مكتبه ناهيك عن تلك القيادات العسكرية التي تضع على أكتافها وصدورها عدداً من النياشين والرتب قد منعت بالمثل من دخول مقار عملها في معسكرات المخلوع , لأن ثمة صبي من صبيان مرّان أو أحد من أوغاد الحارات في العاصمة صنعاء قد أصدر توجيهاته لبعض مرافقيه بمنع ذلك القائد أو ذلك الوزير من الدخول.. إنها حقاً أنها نهاية مخزية .
وعلى الجانب الآخر نجح الحوثيون في تحويل رجال المال والأعمال المؤيدين للمخلوع إلى “أبقار هولندية ” عالية الجودة في ضخ الأموال إلى جيوبهم مقابل أن تسلم ظهورهم من الضرب وأولادهم من السجن , خاتمة تذكرني بالمثل الشعبي القائل آخرة المحنش للحنش” .
وعلى ذات الخط يحضروني جموع الأوباش الذين هتفوا للإمامة عشية سقوط العاصمة وقالوا “كلنا أنصار الله ” وهاهم اليوم في بيوتهم جوعى قد نخر الفقر في جلودهم علاماته ورسم الذل في وجوهم أحزانه وودعت الفرحة قلوبهم وبيوتهم وتوقفت مصالحهم ومنعت عنهم رواتبهم ومازلوا يصرخون “صامطون صامطون” ,لا تقلقوا عليهم فالله لا يصلح عمل المفسدين .
لا يوجد زعيم سياسي في التاريخ المعاصر يسلم كل مقاليد القوة والنفوذ التي بيده إلى يد حليف ينكل به ويضطهد أنصاره كما فعل المخلوع , وفي كل خطاب جديد يظهر فيه وهو مختبئ تحت الأرض متوعدا خصومة في الداخل والخارج فيهتف بقايا من في “الحظيرة ” بالدم بالروح نفديك يا علي .. لا عليكم فمن يهن الله فماله من مكرم .
التاريخ لا ينسى أن يعطي كل ذي حقٍ حقه .. تأملوا كل من هللوا فرحا وصفقوا ابتهاجا بدخول الحوثيين العاصمة صنعاء ورفعوا صور السيد وشعار الموت نجدهم اليوم هم في صدارة من يدفعون الكلفة المهينة التي أوصلتهم إلى درجات العبودية والاضطهاد , ففي عهد السيد سقطت الكرامة وأبيح المال وأحل الدم مادمت مخالفا لهم ,ليست العبرة بكثرة التصفيق والتصفير بل بدرجة الانحناء لتقبيل الركبة وتلميع النعل, لا عليكم فالعبيد يكرهون الحرية.
كان حسين حازب والراعي والعواضي والزوكا وغيرهم من “حملة مباخر العائلة ” يتصدرون الصفوف الأولى في كل فعاليات المؤتمر في ميدان السبعين واليوم يزج بهم في الصفوف الخلفية كنوع من التأديب والترويض , أما صدارة المنصة فقد أصبحت حكرا على حنشان الظمى وقناديل السلالة , لا تحزنوا عليهم فلا يستطيع أحد أن يركب على ظهرك إلا عندما تنحني له.
وقف المخلوع يوما يسخر من أحزاب المعارضة اليمنية واصفا إياهم بأنهم كروت,وهي جملة تختزل في معناها الكثير من السخرية بتلك المكونات السياسية, اليوم تغيرت موازين المعادلة وسقطت أقنعتها أرضا فصالح لم يعد كرتا بيد الحوثيين فحسب بل أصبح عكفيا فاقداً للمروءة والشرف باع نفسه ووطنه للشيطان والإمامة .. لا عليكم فقد أعلن انضمامه إلى شيعة الشوارع , ومن جاء من الشوارع سينتهي به المطاف في أحد الأزقة أو الحفر