النشاط السياسي للمشروع الايراني في جنوب اليمن يمر عبر الوكيل الاصل في شمال اليمن وطالما صنعاء ومحافظات شمالية اخرى حاضنة لوكلاء طهران المتمثل في رأسي الانقلاب الحوثي وصالح سيكون هناك امتداد بالضرورة لهما في مناطق الجنوب عبر لافتات الحراك الجنوبي وحزب المؤتمر من الجنوبيين الموالين لصالح .
تجفيف النشاط السياسي للمشروع الايراني في جنوب اليمن الخاضع حاليا للحكومة الشرعية يتطلب استكمال تخرير الشمال وفرض سيطرة الشرعية على كامل التراب اليمني وما دون ذلك فلن يتعافى الجنوب رغم تحربره ولن يعدم الانقلابيون توظيف علاقاتهم ووكلائهم في نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار وضرب انجازات الشرعية والتحالف في المناطق المحررة بلافتات سياسية كثيرة ومسميات شعبية عدة فيستعيضون بأدوات السياسة ما خسروه بالسلاح.
لقد شهدنا خلال الفترة التالية لتحرير عدن ومحافظات الجنوب حركة مستميتة من قبل ادوات الحوثي وصالح لضرب التحرير الذي تحقق وانا لا اتحدث هنا عن الاختراقات الامنية وعمليات الاغتيالات فحسب ولكن الانشطة السياسية والشعبية التي ظهرت وإن بشكل محدود في عدن وحضرموت والضالع على شكل فعاليلت جماهيرية ومسيرات ومهرجانات لكنها في الاصل عدائية للشرعية والتحالف وكما هتفوا في مظاهرات في عدن ضد سلطتها المحلية هتفوا في الضالع وحضرموت ضد شرعية الرئيس هادي وسياسة دول التحالف العربي بزعامة السعودية.
هناك نقطة مهمة يجب الانتباه اليها وخصوصا في المحافظات المحررة وهي افساح المجال للفعاليات والمكونات السياسية والمجتمعية الوطنية وتشجيعها على شغل الفراغ الموجود حتى لا تستغله صالح والحوثي عبر وكلائهم في هذه المحافظات ففي عدن كما في حضرموت وباقي المحافظات المحررة هناك ما يشبه القطيعة بين سلطاتها المحلية والمكونات السياسية ذي البعد الوطني وتغييب شبه كامل ومقصود غير مبرر للاحزاب السياسية وهذا تقصير فادح ان لم تتداركة الحكومة الشرعية ستدفع عواقبه لاحقا وحيث تغيب مكونات المجتمع المدني لتي تحمل المشروع الوطني ستظهر المكونات المشوهة والعميلة للانقلابيين في صنعاء والمشروع الفارسي في طهران.
أ. عبدالرقيب الهدياني