د كمال البعداني
بعد أن عاد الجنود من الحوبان ليلا وهم محملين ب( الغنائم ) التي غنموها من الأهالي هناك كما ذكرنا ذلك في المنشور السابق بعد أن رجعوا أصدر الإمام احمد اوامره باعتقال بعض الضباط والجنود من الذين شاركوا ونتيجة لذلك فكر الكثير منهم بالفرار إلى جنوب البلاد إلا أن المقدم الثلايا وقف أمامهم وخاطبهم بكل عاطفة وقال ان الذي سبب لكم كل ذلك وجعلكم تخرجون للاحتطاب لطهي طعامكم هو الإمام نفسه لأن الجيش في كل بلاد العالم يأكل من أفضل الطعام ولهم مطابخهم الخاصة التي توفرها الدولة إلا الجيش اليمني لذلك الذي يستحق توجيه السلاح نحوه هو الإمام وليس أهل الحوبان المساكين بعد هذا الكلام تعاهد الجميع على إجبار الإمام على التنازل لأخيه الأمير عبد الله والواقع أن الثلايا كان قد قام من قبل بحركة مكوكية بين تعز وصنعاء والحديدة وتواصل مع العديد من الضباط واتفق الجميع على ضرورة التغيير بسبب ما وصل إليه الحال في البلاد وكان ذلك بموافقة ودعم الأمير عبد الله أخو الإمام أحمد العائد قبل فترة من الغرب وعيناه تتطلعان إلى العرش فاستغل الثلايا هذه الرغبة الجامحة فيه وتفاعل معه وكل واحد له هدف فجاءت حادثة الحوبان كفرصة ذهبيه لهما ومعهم كذلك الأمير الحسن إبن علي ( ابن شقيق الإمام أحمد ) ومع فجر هذا اليوم 31 مارس 1955م قام الجيش بضرب حصارا على القصر والمقام في العرضي واحتل المباني الحكومية والمطار ومخازن الأسلحة وقطع أسلاك البرق والتلفون ثم قام بعدها الثلايا بإسم الجيش بإستدعاء رجال الحل والعقد ووجاهات اليمن المتواجدين في تعز تم استدعائهم إلى مقر قيادة الجيش واطلاعهم على الموقف وان الجيش قرر سحق كل من يقف في طريقه وعلى الجميع مبايعة الأمير عبدالله بدلا عن أخيه فحصل نقاش طويل واتفق الجميع على ارسال وفد إلى الإمام أحمد لاقناعه بالتنازل لاخيه وبعد عدة جولات وتحت ازيز الرصاص كتب الإمام التنازل بعد أن تم استبدال أكثر من صيغة ورغم التململ من الموجودين في مقر القيادة إلا أن الحاج مرشد السريحي وهو أحد زملاء الثلايا وقف وقال لهم منذر ا ومهددا ( مامعاكم إلا السيف عبد الله إمام وإلا قحطنا رؤوسكم والله ما يخرج واحد منكم الا مبايعا أو مقتولا ) كما ذكر ذلك القاضي الإرياني في مذكراته وفعلا مد السيف عبد الله يده فبايعه الجميع ثم قرر إرسال وفد برئاسة أحمد النعمان إلى الحديدة لأخذ البيعة من الأمير ( البدر ) إبن الإمام أحمد المتواجد في الحديدة كذلك فعل مع أكثر من مكان .. فماذا كان رد البدر؟ وماهو موقف بقية المدن وموقف السعودية ومصر وكيف سارت الأحداث في اليوم الثالث ( 1) أبريل 1955م الموافق الجمعة 8 شعبان 1374 هجرية ؟؟؟ هذا ما سوف نتعرف عليه يوم غدا الموافق ( 1 ) ابريل إن شاء الله #كمال_البعداني
