الميليشاوي الناعم يدعم ويساند الانقلاب الكهنوتي عبر الحديث عن المخاطر الانسانية، وتوظيفها لانقاذ الانقلاب لا لتحقيق السلام، وهي انتهازية مهمومة بانقاذ طغيان الاقلية وليست مبنية عن قناعة فعلية واهتمام مخلص للإنسان اليمني المظلوم، وانما هدفها الأساس انقاذ الانقلاب وإعاقة عملية الإنقاذ الإجبارية للشعب اليمني من منظومة السطو والهدم الانقلابية التي تجاوزت الحدّالادني من الالتزام بمصالح الناس.
هناك تكثيف مركز على اعاقة تحرير تهامة من السيطرة الحوثية هذا الاقليم المظلوم الذي تم استغلاله وتهميشه وأبعاده كليا من سلطة القرار، وظل يعاني دون ان يتمكن من التعبير عن مصالحه، وبلغت المظالم مداها بعد ان تحولت الحديدة الى مركز لأرباح خالصة للتنظيم الحوثي عبر عمليات نهب منظمة، وتحولت الحديده والساحل التهامي الى مصدر لتغذية الفساد وسلطة السطو والنهب واستمرار الحرب عبر ضخ المال والسلاح من الساحل ولم تكتفي سلطة السطو والنهب الانقلابية بجعل الساحل رئة يتنافس منها الانقلاب لجعل الحرب مستدامة بل اتبع سياسات قهرية واذلالاية لابناء تهامه والوصول بهم الى وضع المجاعة وتعذيب الحوار وسجنهم وهناك حديث عن مذابح جماعية في بعض مديريات محافظة الحديدة.
وزير الخارجية السابق الدكتور ابوبكر القربي وعضو وفد الانقلاب يعمل بلا كلل لإعاقة حصول ابناء تهامة على خلاصهم من الظلم التاريخي ويرى ان تحرير الحديدة سينتج مأساة إنسانية ويهدد بان ذلك سيفشل اي حلّ سياسي باليمن.
يدرك الدكتور قبل غيره ان المأساة الانسانية في تهامة متراكمة وتم انتهاج سياسات ممنهجة من ايام دويلات الإئمة وفِي عهد النظام السابق لعزل ابناء تهامة وتهميشهم وتجاهل حقوقهم ومصالحهم وهي من اكثر مناطق اليمن معاناة وظلت النخب اليمنية لا ترى تهامة الا كهامش بلا قيمة رقم انها تعتبر من مراكز الثقل الاهم في الجغرافيا اليمنية.
ان تحرير الساحل الغربي وان كان له علاقة بمحاصرة الانقلاب وتجفيف المنابع التي تمده بالقوة والتي تمكنه من جعل الحرب خيار وحيد لانجاز اهداف الانقلاب فإنه في العنق لها علاقة بتحرير ابناء تهامة وتمكينهم من ان يكونوا شركاء في بناء اليمن الجديد وقوة. فاعلة في مواجهة التهديدات الايرانية للامن العربي وللأمن واليوم الدوليين وتفعيل دورهم ليكونوا شركاء وهذا مهم لتخليصهم من الظلم المتراكم يقتضي بالضرورة دفعهم الى انتفاضة وطنية شعبية لمقاومة القهر والإذلال الانقلابي وطرد اللصوص من بلادهم.
هذه الفرصة التاريخية لانقاذ تهامة من التهميش لن يتم تفويتها من احرار تهامة وعليهم ان يلتزموا بعملية التحرير في ظل اهتمام الشرعية والتحالف ودول أوروبية وامريكا في تحرير الساحل الغربي وهذا الامر في غاية الأهمية لمصالحهم.
لابد ان يتعامل ابناء تهامة بجدية مع التحرير ويرفضوا الأصوات النشار الخادمة للانقلاب والمهمومة بالمصالح وينهب تهامة والتعامل معه الاقليم كمزرعة خاصة لا جغرافيا من حقها ان تتخلص من مأساة متراكمة بلغت ذروتها مع الحوثية.
ليخوض أيناء تهامة غمار عملية التحرير بحسم وعزم وقوة وسيكون الشعب معهم اما الميليشاويات الناعمة التي تهدد اليمن والعالم فستهزم وتحرير تهامة بداية أعمق في معركة مواجهة الكهنوتية، لنكن ضمير حي في انقاذ تهامة والحرية لن تنال الا بالتضحيات.