موسى المقطري
رغم أنها ناشئة ولازالت في البدايات حرصت قناة الغد المشرق على الكشف عن وجهها الحقيقي والجهات التي تمول وتحرك وتخطط من خلال اطلاقها لهشتاج يهاجم أحد المكونات السياسية اليمنية التي تعد أحد أركان الشرعية ، وعمود وركن في مواجهة مشروع الانقلاب الحوثعفاشي وأدواته الظاهرة والمخفية .
حرص المخطِط بعقليته الطفولية منذ انطلاق القناة على إظهارها كقناة مدعومة من دولة الإمارات العربية عبر تغطية مميزة للدور الإمارتي في التحالف ، وأهمال لدور بقية الدول المشاركة ، وبعد اطلاق الهشتاج الهجومي على حزب الاصلاح أدرك الراسخون ان هناك طرفا يريد افتعال حرباً بين أحد أطرف الشرعية وأحد اطرف التحالف ، ولن يستفيد من هذا الصراع إلا تحالف الانقلاب المشؤم بالتأكيد .
الحراك الجنوبي مؤسسة لها كل الاحترام والتقدير ، وللجنوبيين بالتأكيد الحق في انشاء كيانات تمثل قضيتهم ، لكن الجناح الذي تمثله قناة الغد المشرق ذهب بعيداً عن القضية الجنوبية ، بل جعلها وسيلة للاسترزاق والمتاجرة ، وفي سبيل ذلك يمكنه ان يقدم خدمات مجانية ، او مدفوعة للطرف الانقلابي عبر استهداف أحد أطرف الشرعية الفاعلين .
من واجب الإعلام أن يكون محايداً في قضايا الانتماء السياسي ، وان ينحاز لقضية الوطن الأكبر ، وليس من الحكمة أن تصنع قناة اعلامية إتجاها نحو طرف سياسي مهما كان هذا الطرف ، مابالك ان كان أحد أركان الشرعية ، ويتعامل الداخل والإقليم والخارج معه وفقاً لهذا التوصيف .
وكشهادة لاعلاقة لها بقناعتي السياسية يبدو الإصلاح كحزب منشغلاً بوقوفه في صف الشرعية ، ويدفع في سبيل ذلك فاتورة كبيرة تنوعت بين القتل والتهجير والاختطاف والمضايقة .
بالمقابل يتطلع المراهقون في مطابخ الإعلام المشبوه الى تقديم أنفسهم أنداداً له ، لكنه ومن خلال متابعتي يبدو غير مكترثا بتصرفاتهم ، ولم يكترث لاطلاق هاشتاج استعدائي إلا متابعي الغد المشرق أمثالي الذين مس هذا الاستعداء قيمة من قيم الإعلام ، واعتبرته كجنوبي متضرر من الحوثي وعفاشي خدمة لمشروع الانقلاب الذي قاسى بسببه الجنوبيون قبل غيرهم ، وكان الأجدى ان تتوجه الجهود لاسقاط هذا المشروع بدلاً من الطعن فيمن يقاومه .
اعتبر ما قامت به قناة الغد تشتيتا للجهود المبذولة والرامية لتوحيد الخطاب الجنوبي ، والتعريف بالقضية الجنوبية تحت الاطار الوطني العام ، والبعد عن اختلاق أي صراع مع أي طرف من أطراف الشرعية المدعومة من الاقليم والعالم ، فالمعركة في غير اتجاه العدو إهداراً للجهود ، وعنصر قوة له .
قضيتنا الجنوبية تحتاج لمن يحملها كحل ، وليست كمشكلة ، وهي قضية رابحة إذا حملها محامي ذكي ، ينتزع الحق ولا يصنع العداوات ، يسيِّر الجميع لخدمة قضيتنا ودعم خيارتنا المتاحة ، والتي تجمع ولا تفرق ، وتصلح ولا تفسد ، وتضيف للواقع انجازات ملموسة ، فقد عشنا من المأسي ما يشيب منها الراس .
دمتم سالمين ..