كتب/ الخضر سالم بن حليس.
يبقى "أردوغان" بتلك النسبة الدقيقة التي انتزعها من بين فكي العالم الرافض في وسط هذه الأجواء المتلبدة يبقى قائد الهروب إلى الأمام، ورجل الحسابات الدقيقة، والمواجهات البطولية كما فعل أجداده من قبل.
هناك مواجهة مع العالم كله بإعلامه ونظامه وكل أدواته مع ميلاد تركيا الجديدة، فإما أن يخوض أردوغان البحر بأمواجه المتلاطمة، وإما أن يبقى يخشى الحيتان ويتهيب الأعاصير.
*حدثنا التأيخ:* أن الحضارات العملاقة تولد في اللحظات الحرجة وإذا تهيب أصحابها من لحظات المخاض فلن تولد أبدا.
*حدثنا التأريخ:* أن الدول العظمى لا تأخذ عظمتها إلا من خلال قوة الصمود الأسطوري أمام الأحداث الفجة، والجراحات الدامية وعندها يولد المارد العنيد ويحتل موقعه بين الأقوياء.
دائما مايتقدم الأتراك بقوة في زحمة الأحداث الملتهبة ويقفزون للأمام كما صنعوا من قبل حين جاءوا وسط امبراطورية المغول التأريخية ، وزحف المماليك، وسطورة الروم، لكنهم انتزعوا موقعهم من بين تلك الأنياب بجدارة، وصنعوا حضارة عملاقة وكانوا "درع الإسلام" كما وصفهم المحلل التأريخي أستاذ علم الاجتماع ابن خلدون .
سيظل الأتراك يتقدمون فهم لمن يقرأ تأريخهم الغابر لا يتقدمون إلا وسط مثل هذه النقاط الفارقة في التأريخ ولا تزيدهم العواصف والأشباح إلا صلابة وقوة.
إنهم يأخذون مواقعهم بجدارة وحيطة، ويحسنون تحصين بيتهم الداخلي ابتداء وهكذا تولد الدول العظمى على ظهر الكوكب .
ومن يتهيب صعود الجبال ... يعيش أبد الدهر بين (العرب).