رفيقة الكهالي
من خلال القراءة السياسية لموقف حزب الإصلاح بعدن - المعبر عنه ببيانه الأخير - من قرارات رئيس الجمهورية التي قضت بإقالة عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك، وتعيين محافظاً جديداً لعدن ، وما لحق ذلك من أحداث وتحشيد ، ختمت بالأمس بجريمة إحراق مقر الإصلاح ، يتوضح بجلاء
حجم النضج السياسي لمشروع الإصلاح الوطني ، ومدى تجذر هذا الحزب في الأرض ، بل وتحوله الى خازوق كبير، وحاجز للصد، لكل دعاة التشرذم والفوضى والفرقة واللهث وراء الأوهام والسراب والضياع ...
وضع الإصلاح عدة معايير أعادت ضبط البوصلة لصالح إستقرار الشرعية ، وما سيتبعها من إستقرار سياسي وإجتماعي وإقتصادي ،
وتميزت تلك المعايير والمقاربات بالدهاء والنضج السياسي، والذكاء الإجتماعي، المعتمد على قراءة الواقع والأقليم والعالم ،
ليس من باب المراوغة والمناورة، و إمساك العصا من المنتصف كما قد يقول البعض ،أو يتصوره من البيان الذي أيد الدعوة الى تشكيل الكيان السياسي الجامع والحامل للقضية الجنوبية، الذي أسمى " إعلان عدن التاريخي " .
فقد أيد الإصلاح هذا الإعلان ، وفي نفس الوقت رحب بالمحافظ الجديد الدكتور عبالعزيز المفلحي ، وبالغ بالإشادة به وإسبغ عليه الأوصاف الكريمة : فهو القامة الجنوبية السياسية والإقتصادية ، ورجل المرحلة وربان سفينة عدن التنموية التي ستبحر نحو التنمية والبناء والإعمار ،
كما لم ينس مطالبة كل القوى السياسية بالوقوف صفاً واحداً خلف المحافظ لإنجاحه في مهامه ..
أكد الإصلاح أن تأييد الدعوة لتشكيل الكيان السياسي لن يكون على عواهنه ، بل وضع له شروطاً أساسية منها ضرورة تشكيله من جميع القوى والطيف السياسي ، وهذه إشارة الى إستفراد الزبيدي برئاسة الكيان بطريقة ملتوية ، عبر ما قيل أن الجموع المحتشدة فوضته لإنشاء الكيان و" رئاسته " ، مع أنه تم التحشيد على أساس مناطقي وتم تجاهل أصحاب القضية الجنوبية الأساسيين ممن رفعوا مطالب الجنوب وناظلوا من أجل ذلك وبخاصة منذ ٢٠٠٧ م ،
غياب هؤلاء عن تلك الفعالية، مثل خطأ فادحاً خصوصاً أن الإعلان يتحدث بإسم الجنوب والحراك الجنوبي ورموز القضية الجنوبية ،، ...
شرط الإصلاح كان رسالة مبطنة مفادها الرفض لطريقة التشكيل والإدارة تلك . خصوصاً أنه ذكر أن إستفراد النخب السياسية ، وليس الإرادة الشعبية الجنوبية ستكون سبباً لإفشال هذا الكيان . ..
وحسب قناعاتي فلن يكتب لهذا الكيان النور ، لأنه كان أقرب للفقاعة الإعلامية منه للعمل السياسي الحقيقي . والدليل التخبط الذي حصل في الإعلان والغموض الذي رافق دعم إعلان الزبيدي للتحالف العربي وتجاهل الشرعية ...
مع العلم أنه لا شرعية للتحالف باليمن الإ بشرعية رئيس الجمهورية ونائبه وطاقم إدارته .....
الرسالة الأخرى التي لعبت على المتناقضات، كانت دعوة الإصلاح الي حوار جنوبي جنوبي للوصول الي صيغ مشتركة تؤسس للعمل السياسي بما يعزز المشروع السياسي الوطني .. وهذه فرملة قوية ، لن يقدر كيان الزبيدس تجاوزها بسبب الإختلافات والإنقسامات والصراعات داخل الحراك الجنوبي ذاته الذي يدعي تمثيله . هذا التمثيل الذي رفضته شخصيات جنوبية حراكية لاحقاً ، وإعتبرته تسلق على نضالاتها وجهودها ..
كذلك لم يخل شكر بيان الإصلاح للجماهير وأسلوبها الحضاري في التعبير ، وشكر الأجهزة الأمنية والعسكرية ، وشكر اللواء الزبيدي لجهوده ، وتمنى النجاح في مهامه الجديدة ، ودعوة المكونات السياسية والهيئات والمنظمات الجماهيرية لتأييد إعلان عدن التاريخي مع تهنئة المحافظ الجديد والإشادة به والترحيب العميق به ، وبقرارات الشرعية ، ودعم الدور الذي يقوم به التحالف العربي، من رسائل عديدة :
منها أنه ذهب زمن التمرد والإنقلاب على قرارات الشرعية ، كما ذهب زمن الإستفراد بمصير الجنوب والحراك الجنوبي ،،
وأنه لم يعد مقبولاً تنصيب (س) أو (ص) كأوصياء على قضية الجنوب ومطالب الجنوبيين العادلة ، وأن المستقبل هو للنظام والقانون والعمل على إستقرار عدن ، وإعادتها الى محيطها العام وثقافتها السمحة وروحها الفاتحة ذراعيها لكل أبناء الوطن وللتحضر والتمدن والتوحد والرقى والتقدم في إطار المشروع الإتحادي الوطني الجامع . وهو المشروع الذي يدفع الإصلاح ثمن التمسك به ، وضحى من أجله ومازال ليس بمقراته ، بل بدماء وأشلاء قياداته وأعضائه،
ويدور الإصلاح في فلكه، ويدور المشروع الوطني معه، كتلة واحدة ، لن تقدر قوة على الأرض بإعاقته أو حرف مساره مهما أوتيت من قوة ..
#اليمن_الإتحادي_الواحد
#المشروع_الوطني_الجامع
#الإصلاح_الخازوق
#الإصلاح_حائط_الصد_للإنفصاليين
#رفيقة_الكهالي